رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

درس يبقي بعد وصول العائدين من ليبيا بالسلامة!

أعلنت الخارجية المصرية في تصريح لمصدر مسئول بأنه قد تم إجلاء جميع المصريين المتواجدين في منطقة الحدود الليبية التونسية برأس جدير، وأنه قد تقرر في ضوء ذلك وقف الجسر الجوي الذي سبق تدشينه لنقل المصريين من هناك، وتم إنهاء عمل الطاقم القنصلي المصري الذي كان متواجداً في منطقة الحدود

وسحبه، بعد انتهاء عملية إجلاء المصريين، وتم أمس الأول تسيير آخر رحلتين جويتين وعلي متنهم 500 مواطن، ويعني هذا التصريح من المصدر المسئول بخارجية مصر انتهاء محنة المصريين الذين كانوا يعملون في ليبيا، وتعرضت جموعهم لوقائع انفلات أمني أضر بهم وبممتلكاتهم مما أجبرهم علي الفرار من ليبيا التي غابت فيها كافة السلطات المسئولة عن حماية الأرواح والممتلكات سواء للمواطنين الليبيين أو الوافدين للعمل وغالبيتهم العظمي من المصريين!، وكان الفرار إلي الحدود التونسية حيث تحملت تونس إيواء العالقين علي حدودها حتي انتهت السلطات المصرية من أداء واجبها في عملية الإجلاء كاملة، وتيسير البعثة القنصلية المصرية التي أوفدتها خارجية مصر لأداء مهمة الإجلاء كاملة، لكنني أري أن إتمام عملية إجلاء المصريين بمعرفة السلطات المصرية علي الطائرات المصرية وبعض البواخر المصرية لعلها عملية تركت درساً قاسياً لدي جميع المصريين الذين دأبوا علي السفر إلي ليبيا بحثاً عن عمل بأسلوبين: الأول قانوني لمن يسافرون ومعهم جوازات سفر مصرية سارية وباقي ما تطلبه السلطات الليبية من أوراق ثبوتية، والأسلوب الثاني هو السفر إلي ليبيا بواسطة السماسرة الذين يشكلون عصابات لتسفير الذين يبحثون عن عمل سواء في ليبيا أو في غيرها من الدول التي يمكن فيها التخفي والاختفاء بمغافلة السلطات، وقد يمكن النجاح في ذلك، أو دون ذلك موت الكثير من الشباب والرجال في عرض البحر أو الصحراء بعد أن فقد الضحايا كل شيء مما يحملونه من أموال أو أوراق!.
وقد كانت ليبيا - علي عهد القذافي - دولة الجوار الأقرب للمصريين الراغبين في الحصول علي عمل خارج مصر وتدفعهم معدلات البطالة داخلها إلي التورط في أحيان كثيرة في مغامرات ومخاطر غير محسوبة!، مما كان يخلق أزمات ومشاكل كثيرة ليس للراغبين في السفر فقط، بل ولسلطات البلدين: مصر وليبيا، حيث ظلت مسألة عمالة المصريين في ليبيا تتعرض

لأوضاع قلقة لا تعرف الاستقرار بفعل «مزاجية حادة ومتقلبة» لسياسات الليبيين في التعامل مع هذه العمالة التي تزايدت أعدادها، وكثيراً ما كانت الخارجية المصرية تحذر المصريين من السفر إلي ليبيا تحوطا من ظروف مزعجة وغير مواتية، ولكن الرغبة المصرية في طلب العمل في ليبيا ظلت عارمة تتجاهل تحذيرات الخارجية المصرية، وقد استمر تجاهل بعض المصريين لهذه التحذيرات حتي بعد أن أصبحت ليبيا - بعد الاطاحة بالقذافي - نهباً لسلطات وقوي متصارعة داخل ليبيا لا تحفظ أمن أهلها ولا الوافدين إليها!، وتأتي الأنباء من وسائل الإعلام مؤكدة علي خطورة الأوضاع في كافة انحاء ليبيا، وتتصاعد تحذيرات السلطات المصرية من السفر إلي ليبيا، ولكن بعض المصريين ظلوا لا يصدقون حجم المخاطر التي تتناقلها وسائل الإعلام من هناك ولا يأخذون تحذيرات الخارجية المصرية بعدم السفر إلي ليبيا خاصة بعد تصاعد المخاطر التي جعلت دولاً كثيرة لا تحتفظ في ليبيا بموظفيها الرسميين إلا في أضيق الحدود!، حتي إذا أصبح الخطر يحيط بالمصريين هناك من جانب عصابات إجرامية، ارتفعت استغاثات هؤلاء باحثين عن إنقاذهم بإعادتهم إلي الوطن وليس لهم في هذا سوي سلطات وطنهم، ولم تتخل السلطات المصرية عن واجبها، وما أقوله بهذه المناسبة غير ضرورة أن يعي أبناء مصر الدرس من هذه المحنة، فيستجيبوا لنداءات سلطات وطنهم لهم بالبعد عن السفر إلي مناطق ملتهبة تحف بالناس فيها المخاطر، فلا يستسلمون لإغراءات إرتحال ينتهي إلي موت محقق!