رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

برامج الكلام وإضرار بعضها بضيوفها والمشاهدين!

البعض من زملائنا الإعلاميين المتفرغين تماماً لاجراء الحوارات علي الشاشات الفضائية يبدو في اجراء حواراته عبر البرنامج الذي يقدمه وكأنه قد وقع علي

«كنز» من المعلومات ينفرد به عن غيره وقد توسم «الكنز» في الضيف الذي يحاوره!، وقد لا يكون اعتقاد صاحب البرنامج ذلك صحيحاً إلا بقدر ما يطرحه هذا الضيف من معلومات هو صاحبها وحده، وهذا مبرر استضافته الوحيد فيما أظن، خاصة إذا كان الضيف غير معروف للمشاهد، أو انه كان من أطراف عمل «سري» في وقت من الأوقات ثم تركه لعدم اقتناعه بالاستمرار في هذا العمل!، أو كان يشغل موقعاً في احدي الجهات التي تعتمد في عملها علي سرية المعلومات التي تحوزها، ونحن عندما نجلس لمتابعة هذه النوعية من البرامج الحوارية بالذات، نتطلع بالطبع إلي أن الضيف «الكنز» سوف يضع أمامنا ما لديه من المعلومات التي يجد مقدم البرنامج في استدراج ضيفه إلي البوح بما لديه، مما لا يعرفه المتابع وليس لمقدم البرنامج سابق معرفة بها، ولكن البعض الذي أتحدث عنه من المحاورين والمحاورات أراه يتخلي عن أبسط القواعد المهنية التي يقتضيها طرح ما يحمله الضيف من الأسرار والمعلومات التي لا نعرفها ولا يعرفها مقدم البرنامج ولا نحن نعرفها طبعاً!، لكن هذا النوع من مقدمي البرامج نراه وقد ركبت رغبته في الحصول علي المعلومات واستدراج الضيف إلي البوح بكل ما عنده الأولوية في عقله دون أدني جهد في أن يحكم العقل هذه الرغبة العارمة عند مقدم البرنامج!، وهذا التحكم العقلي من جانب مقدم البرنامج- إذا ما افتقده- يجعله في حالة مقاطعة مستمرة لضيفه!، وهذه المقاطعة الدائمة تفسد الحوار فنيتة الواجبة، وأول الفساد في هذه النقطة أن يستشعر الضيف فقدانه التشتت وعدم التركيز في تدفق وتسلسل المعلومات كما يراها هو، وهو بالضرورة أعرف من مقدم البرنامج بما تحتاجه من سكوت مقدم البرنامج ليسمع كما يسمع المشاهدون، وأن يتواضع كثيراً أمام ضيفه ليعرف منه أكثر.
وبعض الضيوف في بعض برامج الحوار رأيته لا يصبر

كثيراً علي مقدم البرنامج إذا ما استسلم لإدمانه مقاطعته!، ولقد شاهدت هذه العينة من الضيوف تهدد بترك الحوار ومغادرة الاستديو إذا لم يتوقف مقدم البرنامج عن مقاطعته!، ورأيت آخر يهدئ من تسرع مقدم البرنامج في الحكم والاستنتاج بلفت نظر المقدم إلي انه لو صبر لحصل علي الاستنتاج الصحيح الذي لن يظفر به إلا بالسكوت ليسمع أكثر مما سمع!، أو يجد ضيف آخر نفسه مضطراً لتنبيه مقدم البرنامج إلي أن حصيلته من المعلومات التي يستعرضها أحياناً لا تحمل علماً بقدر ما هي لا صلة لها بعلم عند أهل التخصص!، وقد شاعت وتمددت ظاهرة مقدمي ومقدمات البرامج الذين لا يحبون لأحد أن يتحدث في حضرتهم، فهم فقط المناط بهم الحديث إلي المشاهد حتي لو كان الضيف أعلم من حيث التخصص!، واستفحال إسناد تقديم البرنامج الذي ينفرد به مذيع تابع للقناة التي يحمل البرنامج شارتها قد أصبح محل مؤاخذات من جانب المشاهدين العاديين!، بعد أن يئس أهل النقد من صلاح أحوال البرامج التي تقفز عليها هذه الشاكلة من المقدمين!، إذ سرعان ما تثبت تجربة مشاهدة هذه الشاكلة من المقدمين أنهم يعوزهم الكثير من التدريب الذي كان ينبغي أن يكون سابقاً علي إسناد تقديم البرامج لهم!، ولا يجوز أن يكون هذا الإسناد محل مجاملات!، لا تشفع لصاحبها عند مواجهة الناس!