رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

توثيق الحرب الإسرائيلية علي الشعب الفلسطيني


أعادني المقال الذي كتبه الكاتب الكبير فهمي هويدي في صحيفة «الشروق» يوم الثلاثاء الخامس من أغسطس الحالي إلي أهمية «التوثيق» في حالة جريمة

الحرب البشعة التي تواصل إسرائيل شنها علي غزة وأهلها المدنيين من الأطفال والنساء والرجال والشبان، وما سمته تقارير دولية معتادة من لجوء إسرائيل إلي استخدام القوة المفرطة فيما تعتبره إسرائيل الرد المناسب علي «جرائم» المقاومة الفلسطينية في غزة!، فما كتبه فهمي هويدي كان دعوة لتقدم فلسطين وقائع شن الحرب القذرة علي غزة كجريمة حرب إلي المحكمة الجنائية الدولية، وأن يجيش الفلسطينيون بما لديهم وتحت أيديهم من وثائق مصورة ومكتوبة إلي غير ذلك من وسائل التوثيق ليكون هذا التوثيق قبل طلب التحقيق الدولي المنشود في جريمة إسرائيل!، وهو يؤكد في مقاله «علي أن أركان الجريمة وضحاياها وأطرافها جميعهم تحت أعيننا، وليس هناك ما ينقص عملية التوثيق سوي القرار السياسي والهمة»، وذلك في اطار «لزوم محاسبة المجرم والتفكير في الضحية» كما كان عنوان مقاله. ذلك ان علينا- كما يقول «هويدي»: (الأمر الذي ينبغي أن نفكر فيه جيداً. حتي لا تمر الجريمة الإسرائيلية كسابقاتها «من حساب أو ترتيب).
أعادني مقال «هويدي»- كما بدأت- إلي أهمية «التوثيق» عندما ألحت علي الفكرة منذ عام 1986، وكانت المناسبة أنني عكفت علي وضع كتابي «المؤامرة الإسرائيلية علي العقل المصري- أسرار ووثائق» ليصدر عن دار المستقبل العربي عام 1986، ولتعيد سلسلة مكتبة الأسرة نشر الكتاب في طبعة شعبية عام 1990، وكان مما لفت نظري أنني قد جمعت مادة متنوعة شديدة الأهمية في الوسائل التي تلجأ إليها إسرائيل لفرض التطبيع الثقافي علي مصر والمصريين، فكانت هناك الصور والاعترافات للبعض، ثم تحايلات إسرائيل علي هذا التطبيع الثقافي إلي حد انها كانت تشكل منظمات إسرائيلية لهذا الغرض وبعضها لا يستمر ولا يظهر إلا عاماً واحداً ليختفي ما أنشأته لتعيد إظهاره تحت اسم جديد!، وكانت ضمن وثائق الكتاب المتحف الذي أقامته إسرائيل لضحايا «الهولوكوست»- اليهود الذين راحوا ضحية النازي الألماني- والذي جعلته إسرائيل بنداً ثابتاً في برامج زيارات كبار المسئولين العالميين الذين

يزورونها زيارات رسمية، فلابد ألا يغادر الضيف إسرائيل دون المرور بزيارة هذا المتحف!، واسمه العبري «إياد فاشيم»، وقد توفر علي إخراج العرض المتحفي نخبة من خبراء الدعاية الإسرائيلية، وما أن يدلف الضيف متجولاً في أركان المتحف حتي تنطلق موسيقي جنائزية تشيع جو المناحة في أركان المتحف. الذي ازدحمت أرجاؤه بعرض متحفي لمختلف الوقائع الموثقة لضحايا «الهولوكوست»!
وعندما فرغت من وضع كتابي- وفيه جزء عن «إياد فاشيم»- نبتت عندي فكرة  لم تطرأ علي الأذهان العربية والفلسطينية التي تركز علي انشاء نموذج مكرر لمتحف فلسطيني لا تنقصه مذابح ولا مآس صنعتها آلة الحرب الإسرائيلية من نشاط العصابات الصهيونية في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي وحتي قيام الدولة العبرية وإلي يومنا هذا، وفي حماس للفكرة بادرت أيامها بكتابة سلسلة صحف ومجلات مختلفة، أطالب بأن تجد الفكرة وتنفيذها في إطار الجامعة العربية إذا ما تحمس لها الأمين العام للجامعة وقتها السيد عمرو موسي، وليأتي تنفيذها في اطار مشروع ثقافي كبير يخدم قضية العرب الفلسطينية، ولكن الفكرة مرت مرور الكرام فلم يلتفت إليها أمين الجامعة العربية ولا الذين يتولون مقاليد القضية الفلسطينية في غزة أو غير غزة!، لكن كاتباً كبيراً مثل فهمي هويدي يلمس الأهمية الشديدة لتوثيق ما تفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني، والتوثيق أولاً عنده قبل التحقيق، مما يؤكد صواب ما ذهبنا إليه منذ ربع قرن تقريباً.