رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحبه وأشفق عليه!

هنأته بالوزارة وصارحته بإشفاقي عليه! هو تعايشت معه عمراً في جريدة الوفد أسامة هيكل ليس بالزميل ولا بالصديق فقط، بل هو أخ صدق واضح شفاف لا يعرف الالتواء، لكنه مرهف الحس يتلقي بذكاء يحسد عليه ما يصل عقله من الإشارات والدلالات علي أعلي موجة، أكسبته دراساته الاستراتيجية ومعني أن يكون لأمة أمنها القومي مهارات وثقافة، مما أهله لأن يدير وأن يقود.. وإذن.. فما سر إشفاقي عليه في موقعه الذي اختاروه له فكأنهم قد ألقوا به في عراك محتدم لم يكن له يوماً أي صلة به! بل هو المفضل دائماً أن يفكر ويعمل ويحلل ويربط أسباباً تصل إلي نتائج عنده لا تخيب، إشفاقي يعود إلي معرفة سابقة بأهل وأحوال أهل المبني الذي عندما أنشئ في الستينيات اعتبره الذي أنشأه قد ولد عملاقاً فكانت أبرز علاماته أنه مخزن وجراج لرهط من أخلاط الموظفين والموظفات علاقتهم بالإبداع والتطور علاقة مقطوعة! وقد يسألني سائل: كيف استمر المبني «الذي ولد عملاقاً» هذا الردح الطويل من الزمن مجرد ذيل تابع للدولة والسلطة التي ترعاه وتنفق عليه فتضخ الملايين التي تفي بأجور ورواتب ظلت تتضخم مع ذوات أصحابها وكروشهم بحيث أصبح من الصعب علي أحد إقناعهم بأن لا مزيد! خاصة وهم يعلمون أن هناك خزانة لا تبخل! وأن هناك سلطة راضية عنهم ما داموا يؤدون مهماتهم علي أكمل وجه فلا خطأ من جانبهم في تأليه السلطة الحاكمة وأزلامها والإلحاح بوجوهها علي عيون وأسماع الناس! وراح المبني الذي ولد عملاقاً ينمو نمواً سرطانياً في البشر والمباني دون أن يخرج منه الإبداع الذي يليق بأعرق الدول العربية وأكبرها مساحة وأقدرها تأثيراً، ولم يكن هذا بالغريب فماذا تنتظر من جحافل بشرية قبلية عائلية تحولت بداخل

المبني إلي مستوطنات إدارية بيروقراطية، وأجهزة تنتج الصورة دون أن تنشغل بمنافسة ضارية ربحها في النهاية - وكان هذا محتوماً - من هم أتاحوا الحرية لبعض شاشاتهم دون أن ينتجوا بعضاً من ذلك لمجتمعاتهم!

يبحثون الآن عن هيكلة جديدة لوزارة ذاهبة استعمل علي قمتها بعض عديمي الموهبة ضعاف النفوس غير أحرار في صناعة إعلام محترم ولا شاشة يقبل عليها الناس تلمساً لخبر صحيح إلا فيما ندر! وأسامة هيكل مطلوب منه اليوم إعادة الهيكلة! هيكلة جهاز كان جديراً به أن يكون له نظام عمل محترم وأخلاقيات مهنية ثابتة لائقة بريادة مصرية، لكن تعاقب سنوات الاستبداد لم تخلف في النهاية - وقد طالت - إلا هذا المبني الذي اعتاد أن يلفظ المواهب، ويعلي من قيمة التافهين، ويدفع لهم صُرر المال الذي هو من حرام إلي حرام! أسامة هذا هو المطلوب منه أن ينشئ إعلام ما بعد ثورة الشعب علي طغاته، ويعيد هيكلة - بل بناء - المبني الذي انهار، وأسامة هيكل أعرف قدراته وطاقاته، أعلم أن إشفاقي في محله، لأنه سيخوض معركة ضارية في مواجهة جحافل ممن تربوا علي العبودية والاتباع.. أعانه الله.