رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناس ضاقت «بوفرة» القضايا وتأجيلها!

لا تعرف نفوس المواطنين الهدوء والسكينة وهم يتقلبون وسط خضم مشاعر شتي تداهمهم في اليوم الواحد بذات الوتيرة التي أصبحت لا تصل في حصيلتها إلا لكل ما هو مؤرق ومزعج!، وعندما تعرف نفس المواطن بعضاً من هدأة النفس التي تكون ثمرة استطاعة أجهزة الأمن إحباط محاولة للتخريب والتدمير والقتل وقطع الطرق، إذا بلحظة هدأة النفس هذه التي تصاحبها

انفراجة الراحة سريعاً ما تتبدد!، عندما تدفع حالة الحرب التي نخوضها مع جماعة الإرهاب والتي تأبي أن يقوم استقرار أو يسود أمن في أي من ربوع البلاد، وقد أدت الحرب التي تخوضها أجهزة الأمن بضراوة في مواجهة الإرهاب المخطط إلي تراكم مئات القضايا بآلاف المتهمين لتكون قيد التحقيقات والاتهامات مما لا يجعل البت فيها بالحسم الذي يتمناه المواطن يسيراً علي من ينظرون في كل ذلك!، والحقيقة أن المواطنين يشعرون جميعاً بثقل وطأة الواجب الذي تنهض به دوائر النيابات والقضاء في درجاته المختلفة مما يجعل التأجيل تلو التأجيل هو كل ما يتوقعه أي مواطن متابع تختلط عليه في أحيان كثيرة عناوين وأسماء المتهمين في مختلف المنظور من القضايا بحيث أصبحت متابعتها موضوعا يثير السأم في نفس كل من يحاول المتابعة بالقراءة أو المشاهدة عندما يجد نفسه مضطراً إلي اعتبار الموضوع منتهياً إلي التأجيل حسبما هو متوقع!.
ويزيد من حدة الشعور بالسأم أن الناس تمضي بها الشهور والسنوات وهي رهينة التأجيل الذي لا يساير وتيرة جرائم الإرهاب وبشاعتها حيث تداعب الناس الأماني التي يشوبها الجزع بسرعة أن يكون العقاب الرادع هو العاجل الذي يقتص من الفاعلين الذين يمر الوقت بهم ليستفيدوا من طبيعة الإجراءات المتبعة أمام القضاء الطبيعي!، وكم كانت الناس آملة فيما شاع عن «عدالة انتقالية» تسعف عند مواجهة جرائم الإرهاب، وقد ضمت الوزارة وزارة مختصة بالعدالة الانتقالية التي لا يبدو أنها قد وجدت طريقها للتنفيذ والانجاز بسرعة الفراغ من بعض القضايا ذات الطبيعة الخاصة بقرار العقاب الرادع الذي يحبط مخططات جماعة الإرهاب بتجنيد صبية مرتزقة وبلطجية يفعلون أي شيء تكلفهم به الجماعة الإرهابية لقاء

المدفوع من الأموال!، حتي إن هناك بعضا من الأسلحة والمتفجرات قد ضبط في حوزة ثلاثة من الطلبة اعترفوا بأنهم قد تقاضوا أموالاً مقابل ارتكاب جرائم محددة، بما تسلموه من الأسلحة والمتفجرات!، ويصرح هذا الحادث وحده بأن باب تجنيد الصبية والطلاب قد فتحته جماعة الإرهاب علي مصراعيه للتغرير بشبان يفقدون وعيهم بمجرد أن تدفع لهم الأموال!، ومن هذه الشاكلة من تبين في كثير من الجرائم أن أبطالها قد تحولوا إلي جرائم الإرهاب لقاء ما يتقاضونه علي وعد من جماعة الإرهاب بدفع المزيد لهم من الأموال بقدر نجاحاتهم في إنجاز الجرائم!.
وقد عمدت إلي تشخيص الحالة الراهنة التي أصبح عليها المواطنون في غالبيتهم ما بين قلق قاتل والتوقع العام بأن القضايا مازال أمامها الوقت الطويل للحسم، في حين لا تتوقف وتيرة جرائم الإرهاب، ومازالت الجامعات مرتعاً للهجوم الإرهابي علي مبانيها وتعطيل دراستها وامتحاناتها والعدوان علي الطلاب والأساتذة!، في حين مازال البعض من الأكاديميين يواصل مناقشاته حول عودة الحرس إلي الجامعات!، كما أن دخول الشرطة إلي حرم الجامعات قد أصبح محل تشدد التابعين لجماعة الإرهاب لمنع دخول الحرس إلي الجامعات!، وهكذا أصبح الحال الذي يعيشه المواطن لا يشعر من خلاله أننا بسبيلنا إلي صيغة جديدة تأخذنا من يأس إلي رجاء، أما الحالة الراهنة فإنها لا تسر عدوا ولا حبيباً، والسكوت عنها صعب الاستمرار فيه!.