عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما بيننا وبين ليبيا!

لم تكن العمالة المصرية «هانئة» بالاستقرار ولا الأمن في ليبيا في أي يوم من الأيام!، بل كانت هذه العمالة المصرية ترتبط أوضاعها هناك بالحالة المزاجية

لزعيم البلاد الأوحد «معمر القذافي» رحمه الله!، فقد كانت هذه الحالة المزاجية للزعيم تعكس تقلباتها علي وجود العمالة المصرية وتزايد أعدادها في ليبيا، وكانت تقلبات السياسة الليبية تجاه  العمالة الوافدة لا تتيح أدني شعور بالاستقرار وهي تفاجأ كل يوم بارتفاع نداء «توفيق الأوضاع» وهو الحق الذي كان يراد به باطل دائماً!، فقد كان يعني «توفيق الأوضاع» الحصول علي أوراق رسمية جديدة، واستصدار تراخيص مطلوبة، وعدم السماح بالتحويلات المالية للعاملين الأجانب هناك إلي خارج ليبيا، حيث كانت العمالة الأجنبية إذا ضبطت لها أموال زائدة عن المقرر الذي حددته الدولة تواجه بجريمة تهريب قاسية العقوبة التي تغلظها الحكومة هناك من حين إلي آخر!، وكانت هذه التطورات المتقلبة يصاحبها تعسف واضح من أصحاب الأعمال الليبيين وضمن هذه الجهات الحكومية المختلفة!، وكان علي مصر في كل الأوقات أن «تدلل» «الزعيم الأوحد» في كل ما يبديه من ممارسات مهما اتسمت بالعدوانية الشديدة تجاه العمالة المصرية!، وكانت مصر تسارع إلي الاستنجاد بأحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية للتدخل في أي أزمة ناشئة عن شذوذ مفاجآت ممارسات الزعيم!، وكان الأمر يقتضي  في بعض الأحيان إيفاد السيد صفوت الشريف الرئيس الأسبق لمجلس  الشوري في نظام الرئيس السابق حسني مبارك إلي لقاء الزعيم  في ليبيا!، حتي يعود إلي القاهرة بعد أن جري استرضاء الزعيم فألغي ما  استجد من سياساته تجاه العمالة المصرية!، لتعود هذه العمالة إلي سابق ممارساتها في السفر إلي ليبيا بالطريق البري دون أن تشغل نفسها كثيراً بالتأكد من أن ما تحمله من أوراق  يتمشي مع تعليمات السلطات الليبية!، ومع مرور الوقت  نشأت ـ كالعادة في مصر ـ فئة سماسرة التسفير إلي خارج مصر بأوراق مزورة تجعل المصريين المسافرين إلي هناك يتعرضون للإهانات البالغة والتعذيب حتي يتم ترحيلهم مرة أخري إلي مصر!.
وفي الجعبة الكثير مما تراكم عندي بعد أن أطيح بحكم القذافي ليبيا!، لتتحول ليبيا إلي ساحة فوضوية مسلحة!، والكراهية التي

تملكت الليبيين تجاه الأجانب بمن فيهم المصريين!، وتحول الشعب الليبي إلي شيع وأحزاب شتي!، وما كان من ثورة الشعب الليبي التي أفضت إلي تناحر وفرقة بين أبناء الشعب الواحد، ووصول الجماعات المتطرفة إلي السيطرة علي أنحاء ليبيا وطبيعتها الصحراوية الشاسعة!، ووصل التطرف ببعضها إلي حد اختطاف كبار المسئولين الليبيين!، والمساومة علي إتاوات تدفع مقابل  إفراج مختطفيهم عنهم! إلي آخر هذه المهازل التي تؤكد ـ وقد أصبحت ليبيا المورد الرئيسي للسلاح المتدفق علي جماعة الإرهاب في مصر ـ أننا نتاخم حالياً دولة بلا سلطات تقريباً!، وعندما تفاجئنا جرائم الفتك بالمصريين مسلمين وأقباطاً، فإن هذا يدعو المصريين جميعاً ـ ودونما حاجة إلي دعوة سلطات مصر لهم ـ لأن يتوقفوا عن السفر إلي ليبيا، وأن  يسارع الذين مازالوا يقيمون هناك إلي العودة إلي الوطن!، ولن يكون الإدعاء من العائدين بأنهم ليس لهم عمل في مصر إلا حجة مضللة!، فالقول الأدق أن هؤلاء يريدون أعمالاً بعينها دون سواها!، بدليل أنهم في ليبيا ـ أو غير ليبيا ـ يمارسون الأعمال التي تصادفهم دون تدقيق فيما يكلفون به من الأعمال! وفي هؤلاء نسبة كبيرة ممن يهجرون الأراضي الزراعية في مصر ويخرجون لممارسة نفس العمل في أراضي الآخرين!، وقد لا تصادفهم في مصر الأجور التي يأملونها!، لكن هذا  ليس صحيحا في كل الأحوال، وهم في بلادهم يصونون كراماتهم ويجدون أقواتهم دون من ولا أذي!