رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جمهورية الخوف في خيال «أبو الفتوح»!

ما كنت أحب من الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح أن يكون قراره- وهو رئيس حزب سياسي- بعدم خوض معركة الترشح للرئاسة مقترناً بهذه التصريحات التي ساقها كمسببات لعدم

الترشح!، فقد كانت هذه التصريحات كاملة الوضوح في إدانة التجربة السياسية الجديدة في مصر التي بدأناها بإعداد الدستور والانتهاء منه باستفتاء، ثم إجراء الانتخابات الرئاسية وبعدها إجراء الانتخابات البرلمانية لمجلس النواب الجديد، فالدكتور عبدالمنعم لم ير في هذه التجربة الجارية الآن أي ملمح إيجابي!، لا الاستفتاء علي الدستور رأي هو وحزبه المشاركة فيه!، والانتخابات الرئاسية الوشيكة وجدها الدكتور عبدالمنعم غير جديرة بأن يشارك فيها!، وأعلن أنه لن يشارك في التدليس علي الشعب!، بعد أن وضح له أن هناك عمل الدولة كلها من أجل مرشح واحد والمقصود طبعاً المشير عبدالفتاح السيسي!، ويري د.عبدالمنعم أن الوطن الذي نعيش فيه حالياً هو «جمهورية الخوف»، مستشهداً في ذلك بوجود عدد 21 ألف معتقل!، وأن مدير الفندق الذي قصد د.عبدالمنعم وحزبه عقد مؤتمره فيه لاقي رفضاً واضحاً من جانب المدير، ولكنه أوضح ان مدير الفندق قد أخذ علي عاتقه رفض طلب د.عبدالمنعم وحزبه عقد المؤتمر ولم يكن هذا بناء علي تعليمات أحد في «جمهورية الخوف»!، وما أحب أن أذكره للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح أنه لم يرد في تصريحاته الهجومية علي تجربة الانتخابات والاستفتاءات علي الدستور!، ثم «جمهورية الخوف» إنه قد أعلن قيامها عندما قررت الجماعة الإرهابية بتصريحات علنية من أقطابها- محمد البلتاجي وغيره- إنهم سيحولون مصر إلي جحيم ما لم «يعدل السيسي عن حركته ويعيد الرئيس الشرعي محمد مرسي إلي سلطته الشرعية»!، بل وذهب «البلتاجي» إلي التهديد باستمرار الإرهاب في سيناء ما لم يفعل السيسي المطلوب منه!، وبعد ذلك تحولت أنحاء مصر إلي الخوف الشامل الذي تعهدت ببدئه واستمراره إلي اليوم جماعة الإرهاب تحرق وتدمر وتسفك دماء رجال الشرطة والأبرياء، بل وتفسد علي طلاب الجامعات والمدارس حياتهم التعليمية يومياً بالمسيرات والمظاهرات المفتعلة التي تدعي جماعة الإرهاب أنها سلمية!، وإثبات أن هؤلاء المتظاهرين السلميين عبارة عن بلطجية ومرتزقة تدفع لهم جماعة الإرهاب أجوراً

مقابل هجومهم الهمجي علي جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات، بالإضافة إلي المدينة الجامعية الأزهرية!، وأظن أن إشاعة هذا المناخ الذي يزخر بحوادث تفجير القنابل والسيارات المفخخة وترويع الآمنين علي مدار ساعات اليوم!، أظن أن هذا كله هو ما صنع جمهورية الخوف التي جعلت من شوارعنا ثكنات عسكرية!، وجعل المواطنين يتجنبون الذهاب إلي أعمالهم في بعض الأيام تحسباً  لفخاخ جماعة الإرهاب المنصوبة!.
لكن د.عبدالمنعم أبو الفتوح لم يشر بكلمة واحدة مما ذكرنا- وهو يعلم أنه صحيح- إلي جماعة الإرهاب وما يصنعه المرتزقة الذين يتبعونها بالأجر في جميع أنحاء «جمهورية الخوف» التي يراها الدكتور عبدالمنعم بعين واحدة!، ليغض الطرف عما يعرفه كل المواطنين الذين أصبحوا ضحايا مرشحين في «جمهورية الخوف» التي أسستها جماعة الإرهاب وتحافظ علي استمرارها حتي الآن!، فقط يذكرني هذا الذي أفاد به د.عبدالمنعم أبو الفتوح بما كان من أمر أحد المرشحين الراحلين لموقع نقيب الصحفيين علي عمل الرئيس الراحل أنور السادات الذي كان يؤيد هذا المرشح في مواجهة منافسه الذي كان كارهاً لاتفاق السلام مع إسرائيل ورافضاً له، فلما اكتشف المرشح المؤيد من الرئيس السادات الجماهيرية الطاغية بين أعضاء النقابة الملتفة حول المرشح المنافس!، آثر مرشح السادات الانسحاب من الانتخابات!، لكنه لم ينس إصدار بيان منشور اتهم فيه جماهير الصحفيين الذين كان يرجو منهم انتخابه نقيباً بأنهم متآمرون ومأجورون!، وأن الانتخابات فاسدة!