رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحافة الحكومة تغسل عارها

من يطالع الصحف الحكومية بعد ثورة 25 يناير ويخرج عن عادته في عدم قراءتها بل وإهمالها تماماً لسنوات طويلة لابد أن تلفت نظره ظاهرة وجود أسماء ووجوه جديدة كان أصحابها قد استكانوا لوضع مخجل مذل!، فأصحاب هذه الوجوه والأسماء من زملائنا الذين نعرفهم في الدور الصحفية الحكومية ولهم أقدمية في عملهم فوق أنهم أعضاء في نقابة الصحفيين!، لكنهم أجبروا خلال تعاقب عهود رئاسات ثابتة أو متغيرة علي عدم الكتابة!، بل وممارسة العمل المهني في هذه الدور!، وقد مرت علي هؤلاء سنوات وسنوات في حالة تبطل مقنعة يتقاضون خلالها رواتبهم دون عمل!، بعضهم انصرف إلي أعمال أخري، والبعض الآخر منهم اختار الغربة بعيداً ليمارس العمل الصحفي أو غير الصحفي في الصحف العربية أو وزارات إعلامها، وفي هذه »التشكيلة« من الزملاء المستبعدين كفاءات أهدرت في دور صحف الحكومة لأسباب أبرزها أن لهم آراء تناوئ النظام السابق، ومن الأسباب الأخري المدهشة وراء منعهم أن الذين تولوا أمور هذه الدور من الرئاسات لم يكونوا »يستلطفون« بعض المحرومين من العمل!، ولم تكن نقابة الصحفيين - والمستبعدون من أعضائها - أن تفعل لهم شيئاً ينهي هذا الحرمان من حق العمل!، طالما ظلت الحكومة راضية تماماً عن إدارة رؤساء هذه الدور كعزبة موقوفة علي إرادتهم المطلقة!، والذين حرم بعضهم من العمل أصحاب أقلام بارزة وقامات طويلة وجمهور عريض من القراء ظل يفتقد أقلامهم في صحفهم الحكومية، ويتلهف علي مقالاتهم وآرائهم في الصحف الحزبية والمستقلة!، والتعرف في آرائهم عبر الفضائيات العربية والأجنبية التي تعرف قيمة هؤلاء!، ويكفي الدور الحكومية من »العار« أن تفرط صحيفة في كاتبين - مثلاً - مثل سلامة أحمد سلامة وفهمي هويدي وغيرهما كثر في سائر صحف الحكومة!، حتي إذا قامت ثورة 25 يناير فوجئ كل القراء بسيل من الأسماء والوجوه تمارس الكتابة بانتظام وعندها ما تقوله بعد طول صمت!، وكأن هؤلاء كانوا من »مطاريد جبل« سوغت لهم الثورة الهبوط إلي أراضي الإقطاعيات الصحفية الحكومية ترحب بكتاباتهم

وجهودهم المهنية التي هي في حاجة إليها!

لكن الذي استمر يستوقفني شخصياً حالة »الجبن الخسيس« التي كانت تركن إليها رئاسات صحف الحكومة البائدة التي جعلت من هذه الصحف تصدر لغير القراء!، مادام قراؤها هم الذين يعينون هذه الرئاسات، فحالة الجبن الخسيس »هي التي جعلت هذه الرئاسات ترخص بالكتابة وتفرد الصفحات لمن لا قراء لهم ولا رأي!، تنشر لهم المقالات المطولة مزينة بصورهم ومفخخة بحسن إخراجها مما يضخم احجامهم!، مادامت هذه الرئاسات تتلقي الأوامر من أولياء أمورها من بطانة الحاكم الأوحد!، ولم تسلم أعرق صحفنا من مضاعفات هذا الوضع الشائن ناتج »الجبن الخسيس«!، ولم تكن الرئاسات هذه تقوي علي الاعتذار عن عدم النشر لحملة توصيات أولياء الأمور!، فلا يتمكن كاتب كبير من نشر مقال له عند هؤلاء!، لكنهم ينشرون - بالأمر المباشر - مقالاً يحتل صفحة كاملة أسبوعياً لواحدة كانت كل مؤهلاتها أنها قد تزوجت واحداً من وزراء العهد الساقط!، لكنه ذو قوة وبأس ترتعد عنده فرائص الرئاسات الخانعة!، حتي إذا شبت ثورة 25 يناير إذا بالصفحة الكاملة تختفي وتزول بزوال السبب!، أي بزوال الوزير من منصبه والحياة العامة بعد دخوله السجن!، كان طول بقاء أصحاب العهد الذي انتهي قد تسبب في كوارث من هذا القبيل لم يكن ضحاياها غير زملاء أكفاء وأصحاب أقلام ودور صحافة الحكومة ذاتها!.