رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صدمة الأمريكيين القادمة.. السيسي رئيسا!

ما يعتبره الشعب المصري مراحل مضيئة في حياته كان صانعها بإرادته التي توحدت مع إرادة واحد من أبنائه يقودها إلي الفعل دون تردد منه أو نكوص، هذه المراحل المضيئة بأفعالها هي بالضبط المراحل التي تتشاءم من حدوثها أو شبهة وقوعها وتعتبرها نذر فشل ذريع لسياستها الولايات المتحدة الأمريكية!، رغم ما تقتضيه لغة السياسة والدبلوماسية من تقديم التهاني والتحايا «للشعب المصري وقيادته الحكيمة» كما يحلو للأمريكيين ألا تفوتهم مناسبة إصدار البيانات بهذه العبارات كلما أقدمت مصر علي فعل لا تراه الولايات المتحدة متوافقاً مع

سياساتها تجاه منطقة الشرق الأوسط!، والسياسة الأمريكية تخص أمريكا كما يعتقد البعض!، ولا شأن للآخرين في سياساتهم بما ترضي عنه أمريكا أو تغضب له!، ولكن الواقع السياسي الأمريكي يكذب دائماً مجاملاتهم الرسمية عندما تصدر عن أمريكا تصريحات وبيانات تعلق علي ما جري - أو يجري - بأن أمام مجريات سياسية وقعت في مصر «شوط طويل» لكي يتحقق ما تتمناه «أمريكا» لمصر!، ومن خلال «التضاغط» الذي تشهده الكثير من المواقف بين مصر وأمريكا يتضح دائماً أن ما تهدف إليه أمريكا وترضي عنه يتصادم دائماً مع ما تتطلبه مقتضيات الأمن القومي المصري وصالح مصر العام، مما لا تريد أمريكا له أن يستقر ويتوطد بعيدا عن هيمنتها التي تراها دائماً من أولويات سياساتها في العالم.
ومن التجارب التي لن ينساها الشعب المصري مع الأمريكيين تحالفهم مع جماعة الإرهاب في مصر لكي تتحقق لهم - أي للأمريكان - الخريطة الجديدة للمنطقة وفي مقدمتها مصر إذا ما نجح التحالف الأمريكي مع جماعة الإرهاب في انضمام مصر إلي طابور الدول التي انتهت تحركاتها «الثورية» فيما سماه الأمريكيون بالربيع العربي إلي مشهد مأساوي ثابت لا تحول فيه إلي ما كان منتظراً لهذه الدول من ثوراتها!، وتحول الربيع العربي إلي طقس رمادي كالح لا يشهد غير إضاءات المدافع والانفجارات وومضات طلقات النار والرصاص!، وكان لابد أن تكون نجاة مصر من هذا المصير التعس لثورتها في فبراير 2011 ما يمكن وصله بالصدمة التي فاجأت الأمريكيين!، الذين ظنوا أن وثوب الإخوان إلي حكم مصر بمساندة الأمريكيين سوف يهيئ مصر لسقوطها في يد السياسة الأمريكية الهادفة إلي تدجين المنطقة كلها ولمستقبل طويل!، لكن الشعب المصري الذي انتفض منتبهاً إلي ما ترتب له جماعة الإرهاب مع حليفها الأمريكي

قد خرج بملايينه محتجا علي بقاء جماعة الإرهاب في الحكم، ولم يكن قد مضي علي الجماعة في السلطة غير عام واحد دفعت فيه مصر الكثير من الفشل والخيبات التي ما كان ممكنا أن تتورط فيها!، وهنا.. كان الشعب المصري علي موعد مع قائد الجيش الذي طلب من الشعب تكليفاً وتفويضاً ليقوم بدون تردد بإجلاء الجماعة وحكمها!، ثم كشف ومصارحة الرأي العام بخفايا ودخائل المؤامرة التي كان تنظيم الإرهاب ضالعا فيها مع الأمريكيين! وقد مثل أقطاب الجماعة الذين تآمروا - وعلي رأسهم من تولي رئاسة الدولة - أمام قضاتهم الطبيعيين لتوجه لهم الاتهامات بالتآمر والعمالة واقتحام السجون وتهريب من فيها!. وكلها اتهامات تأكدت وقائعها في التحقيقات التي مازالت جارية ثم أفاقت مصر لكي تنفذ خريطة سياسية تبدأ بوضع دستور، وتنتهي إلي انتخابات رئاسية تعقبها انتخابات نيابية، بهدف استقرار لدولة مدنية ديمقراطية تعلي مبادئ المواطنة.
والإدارة الأمريكية لها كثير من المجاملات التي تقدمها رسمياً لمصر الرسمية علي الخطوات التي تخطوها نحو الديمقراطية، ولكن هذه الإدارة أشد ما تكون كراهية لهذا اليوم الذي فاجأها بأن يكون علي رأس مصر قيادة من طراز الفريق عبد الفتاح السيسي!، فقد «عانت» أمريكا سابقاً من هذا الطراز من الرجال!، وكانت تبذل الكثير لمنع ما سمته «إعادة تثوير مصر في تذكرة بزمن عبد الناصر وهي لا تري أي خير في وصول رجل مثل السيسي إلي رئاسة مصر»!، وتري أن صدمتها القادمة سوف تكون في اختيار السيسي رئيساً لمصر!، وساعتها سوف تهنئ الشعب المصري علي اختياره!.