تناقضات الموقف الأمريكى من مصر!
تفضل عناصر الإدارة الأمريكية أن تتعرف بالاتصال المباشر من نظرائها المصريين على ما تريد معرفته عن مصر ومجريات الأمور حينها، ولست أرى فى هذه الاتصالات المباشرة
من الجانب الأمريكى ما يعكس مشاعر مودة أمريكية تجاه مصر، بقدر ما أراه الدأب الذى لا تسأم منه الولايات المتحدة من دس أنفها فى الشئون الداخلية لمصر!، وتحسس أدق التفاصيل عما يخص العمل الداخلى المصرى، والولايات المتحدة تعرف ـ مثلاً ـ أن مصر سوف تجرى استفتاء مصيريا على دستورها الجديد الذى تتهيأ بعده لانتخاباتها الرئاسية والبرلمانية، وعند عناصر الإدارة الأمريكية ألف وسيلة ووسيلة للتعرف على سير عمليات الاستفتاء!، ولست أحب أن أشير إلى أن الولايات المتحدة لديها «طابور خامس» معروفة عناصره بالاسم سوف تنقل عند الطلب ما جرى فى عملية الاستفتاء بعد الانتهاء منه وإعلان نتائجه، وهناك منظمات أمريكية ودولية صرحت لها السلطات المصرية ورخصت بحضورها لبعض عمليات التصويت واللجان بشفافية بالغة تتيح التعرف على مدى التزام مصر فى هذا الاستفتاء «بالمعايير الدولية» التى تمل المنظمات ـ خاصة الأمريكية ـ الحديث عن ضرورة التمسك بها فى أى عملية تنتمى للاستفتاء والانتخاب والاقتراع، ثم يبقى لى أن أسجل أن الولايات المتحدة مازالت على صلة «حميمة» بالتنظيم الدولى للإخوان، وهو الذى يضبط حركة حليفها الحميم «جماعة إخوان الإرهاب!» وهى تستطيع من خلال هذه القناة وحدها أن تتعرف على ما تريد التعرف عليه خاصة إذا كان عملاً معلنًا لا سر فيه مثل الاستفتاء!، ومع كل ذلك فقط بادر «تشاك هاجل» وزير الدفاع الأمريكى إلى إجراء اتصال تليفونى بالفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع قيل إن البحث دار فيه بين الرجلين عن الاستفتاء وأهمية التعديلات الدستورية للعملية الانتقالية فى مصر!، وذكر «جون كيرى» المتحدث باسم «البنتاجون» فى بيان أن «هاجل» أكد أهمية أن يكون الاستفتاء شفافًا بما يتيح الفرصة لجميع المصريين للإدلاء بأصواتهم بحرية.
ونحن نقدر بالطبع أهمية هذا الاستفتاء، والذى نجريه بشفافية بالغة، ونتيح لكل المصريين الإدلاء بأصواتهم فى حرية تامة، ولم تقم السلطات المصرية ـ كما