رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تناقضات الموقف الأمريكى من مصر!


تفضل عناصر الإدارة الأمريكية أن تتعرف بالاتصال المباشر من نظرائها المصريين على ما تريد معرفته عن مصر ومجريات الأمور حينها، ولست أرى فى هذه الاتصالات المباشرة

من الجانب الأمريكى ما يعكس مشاعر مودة أمريكية تجاه مصر، بقدر ما أراه الدأب الذى لا تسأم منه الولايات المتحدة من دس أنفها فى الشئون الداخلية لمصر!، وتحسس أدق التفاصيل عما يخص العمل الداخلى المصرى، والولايات المتحدة تعرف ـ مثلاً ـ أن مصر سوف تجرى استفتاء مصيريا على دستورها الجديد الذى تتهيأ بعده لانتخاباتها الرئاسية والبرلمانية، وعند عناصر الإدارة الأمريكية ألف وسيلة ووسيلة للتعرف على سير عمليات الاستفتاء!، ولست أحب أن أشير إلى أن الولايات المتحدة لديها «طابور خامس» معروفة عناصره بالاسم سوف تنقل عند الطلب ما جرى فى عملية الاستفتاء بعد الانتهاء منه وإعلان نتائجه، وهناك منظمات أمريكية ودولية صرحت لها السلطات المصرية ورخصت بحضورها لبعض عمليات التصويت واللجان بشفافية بالغة تتيح التعرف على مدى التزام مصر فى هذا الاستفتاء «بالمعايير الدولية» التى تمل المنظمات ـ خاصة الأمريكية ـ الحديث عن ضرورة التمسك بها فى أى عملية تنتمى للاستفتاء والانتخاب والاقتراع، ثم يبقى لى أن أسجل أن الولايات المتحدة مازالت على صلة «حميمة» بالتنظيم الدولى للإخوان، وهو الذى يضبط حركة حليفها الحميم «جماعة إخوان الإرهاب!» وهى تستطيع من خلال هذه القناة وحدها أن تتعرف على ما تريد التعرف عليه خاصة إذا كان عملاً معلنًا لا سر فيه مثل الاستفتاء!، ومع كل ذلك فقط بادر «تشاك هاجل» وزير الدفاع الأمريكى إلى إجراء اتصال تليفونى بالفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع قيل إن البحث دار فيه بين الرجلين عن الاستفتاء وأهمية التعديلات الدستورية للعملية الانتقالية فى مصر!، وذكر «جون كيرى» المتحدث باسم «البنتاجون» فى بيان أن «هاجل» أكد أهمية أن يكون الاستفتاء شفافًا بما يتيح الفرصة لجميع المصريين للإدلاء بأصواتهم بحرية.
ونحن نقدر بالطبع أهمية هذا الاستفتاء، والذى نجريه بشفافية بالغة، ونتيح لكل المصريين الإدلاء بأصواتهم فى حرية تامة، ولم تقم السلطات المصرية ـ كما

يعرف العالم كله ـ باقصاء أى مصرى مهما كان انتماؤه السياسى والحزبى عن عملية التصويت التى تتم بالوضوح الكامل. لكن الولايات المتحدة تعرف بالتأكيد ما تدبره حليفتها الحميمة «جماعة الإرهاب» لهذا الاستفتاء والحيلولة دون انعقاده!، والتظاهرات التى تسيرها فى الأيام السابقة على موعد الاستفتاء ويرفع فيها المرتزقة والصبية التابعون للجماعة لافتات وشعارات داعية إلى مقاطعة الاستفتاء وعدم التصويت بالموافقة على الدستور!، ولما كانت للولايات المتحدة دالة على حليفتها بالتأكيد، فإننى كنت أفهم أن يكون للأمريكيين موقفهم الذى يتسق مع ما يظهرونه من الحرص على سير عملية التصويت على الاستفتاء لأهميته البالغة كما يرى «هاجل» فى مكالمته مع الفريق السيسى!، ولن يكون هذا الموقف المتسق إلا بأن تبذل الإدارة الأمريكية نصحها لجماعة الإرهاب بالتوقف عن ممارساتها الإرهابية الحالية!، والإذعان للإرادة الشعبية التى انتهت إلى قطيعة بائنة مع جماعة الإرهاب، خاصة واننا نعرف أن هناك رسائل مصرية رسمية بمقترحات لرؤى مشتركة يمكن أن تمثل آفاقًا للتعاون الأمريكى المصرى، وقد أرسلت مصر رسائلها استجابة لميل أمريكى نحو محاولة لرأب الصدع الذى يمثل خسارة بالغة للنفوذ الأمريكى فى علاقاتها بمصر ودول المنطقة، ومازالت مصر تنتظر الردود الأمريكية على رسائلها، وحتى يحدث ذلك، فإن مصر لديها ما يشغلها فى عمليات التحول السياسى، وليست جهودها فى هذا الشأن مرتبطة بما بين مصر وأمريكا سلبًا أو إيجابًا.