رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وحدة لابد منها لحماية مصر

هل مازالت الأحزاب الصغيرة ضعيفة التواجد في الحياة السياسية والتأثير في الشارع المصري مصرة ماضية في بقائها علي حالها منذ أن سمحت لجنة الأحزاب بقيامها فأعطتها رخصة الوجود!، ولماذا لا تقدم هذه الأحزاب علي الاندماج في كتلة حزبية واحدة يمكن أن تحقق لنفسها ثقلاً سياسياً مؤثراً

ونحن مقبلون علي انتخابات برلمانية -أو رئاسية قبل هذه - بعد الاستفتاء علي الدستور الجديد وإقراره، وأليس من المصلحة الوطنية للبلاد أن يضم هذه الأحزاب كيان واحد، بديلاً لهذه الشرذمة الحزبية المتفرقة التي يخبو صوتها يوماً بعد يوم!، حتي أن غالبية المواطنين لا يكادون يلمون بأسماء هذه الأحزاب وأقطابها!، وقد ازدحمت رؤوس الناس بسيول من جبهات وائتلافات لا يتسع لها أي عقل يستوعب ليعرف عما يعبر عنه هذا الائتلاف أو هذه الجبهة من أهداف أو مصالح يسعي للحفاظ عليها!، لقد أسعدتني الخطوة العاقلة التي بادر إليها حزبا «المصريين الأحرار» و«الجبهة الديمقراطية» بإعلان اندماجهما الكامل بكل مؤسساتهما والحزبية وفروعهما في القاهرة والمحافظات باسم «المصريين الأحرار» ورفع شعار «نتحد لنغير»، وكان للحزبين مؤتمر صحفي أول من أمس لإعلان هذا الاندماج بحضور قادة الحزبين وعلي رأسهم المهندس نجيب ساويرس مؤسس حزب «المصريين الأحرار» والدكتور أحمد سعيد رئيس الحزب، والدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، وحمدي الفخراني نائب رئيس الحزب، بالإضافة إلي عدد من قادة جبهة الانقاذ الوطني وشخصيات عامة، وقد شرح الكيان الجديد أن ولادته تبشر بظهور كتلة ليبرالية قادرة علي اكتساح الانتخابات البرلمانية القادمة، تم عمل الكيان علي أن يكون حزباً للأغلبية، وتوسيع قاعدة عضويته، مما يؤدي إلي تغيير المعادلة الحزبية في مصر، وإعادة رسم الخريطة السياسية.

وظني أن هذا الاندماج الذي أعلن عنه لحزبين «حاضرين» يعبر عن إدراك عميق لقياداتهما وجماهيرهما بأن الخريطة السياسية المصرية في أمس الحاجة إلي تغيير جذري في الرؤي والأهداف التي تتفرق حولها الحياة الحزبية الحالية!، فقد كانت جماهير الشعب مدركة الحاجة إلي أن تتخلص من جماعة استطاعت اختطاف الوطن والوثوب علي مقدرات السلطة والحكم فيه!، كما بادر الجيش الوطني بالانحياز إلي هذا الإدراك الشعبي، حين استجاب قائده لتفويض طلبه من الشعب بأن يتحرك لانقاذ الوطن من براثن هذه الجماعة، التي تبين بعد سقوطها أنها كانت ذاهبة بالبلاد

إلي كارثة ماحقة تهدم الانتصارات التي حققها الجيش مع الشعب، وكان من الطبيعي أن يتوحد الوطن شعباً وجيشاً وراء الهدف الأسمي في محو عار هزيمة يونية 1967، ثم خوض الحرب المنتصرة في أول جولة حقيقية لقنت العدو الإسرائيلي درساً تسعي إسرائيل للحيلولة دون أن تضطر مصر مرة أخري إلي شن معركة من هذا الوزن السالف في أكتوبر 1973، إذا ما عادت إسرائيل إلي لعبتها «القديمة» في استفزاز مصر!، بل أصبحت تركز هدفها في ألا تعصف مصر باتفاق السلام المصري الاسرائيلي!، وكان لابد أن يعقب ذلك التغيير الذي أطاح بنظام حكم تهاوي، وليقف الجيش مسانداً حاضراً في الجهود المبذولة لانهاء أزمات مصر الاقتصادية والاجتماعية، وقد اعتدل الميزان ولاشك في صالح الشعب والجيش، وبقي أن يكون الشغل الشاغل المضي في طريق جديد لحياة ديمقراطية «حقيقية»، وتبرز الحاجة الملحة إلي ضمان أمن مصر وحياتها الطبيعية في عهد معلن بين الجيش والشعب للقضاء علي التهديدات التي تحيط بأمن مصر من جانب الجماعة الإرهابية وأشياعها، فالكل يقف لهذه التهديدات بالمرصاد، وفي هذا المناخ أظن أن حاجتنا ملحة إلي عمل سياسي رشيد يفض الصخب الناتج عن تعدد الكيانات والفرقة الحزبية، والأجدي أن نعمل جميعاً علي إخلاء المواقع للقادرين والأكفاء فقط!، وحتي لا يكون العمل السياسي مجالا لكثرة خادعة مجرد «كمالة عدد» كما يقول العامة، والوحدة المركزة فقط هي السبيل الوحيد لعملنا اليوم، وعلي الكثيرين أن يتحلوا بالتواضع وإنكار الذات ماداموا يدعون الحرص علي صالح مصر.