في بيتنا جاسوس
لا أعرف بالطبع ماذا كانت عليه لغة خطب الوعظ والإرشاد الديني التي ألقي بعضاً منها الجاسوس الإسرائيلي »الواعظ« إيلان تشايم جرابيل، ولا أعرف في أي المساجد قد خطب، وأي مواقيت الصلاة اختارها لخطبه! وإن كانت بعض الصحف قد ذكرت أنه قد خطب في الجامع الأزهر، وليس لدي حتي الآن، والتحقيقات مع الجاسوس سرية فليس هذا أوان البوح بتفاصيلها حرصاً علي مصلحة التحقيق، أي عينة أو نموذج مما خطب به الجاسوس، ولكنني توقفت طويلاً عند رصد أجهزة مخابراتنا لذهابه إلي المساجد، ثم اندساسه بين تجمعات الشباب وتكوين الصداقات مع البعض، وادعائه لنفسه بيانات شخصية تختلف في تجواله من مكان إلي مكان! وكان الجاسوس - كما قرأت - وجهاً مألوفاً معروفاً في ميدان التحرير علي عهد أيام الثورة والتجمعات الحاشدة فيه!، وقد رأيت صورة له يحمل لافتة شديدة اللهجة معنفاً الرئيس الأمريكي أوباما باللغة الإنجليزية تمجد الثورة المصرية، وتصف أوباما بالغباء إذن أعتقد أنها ثورة جوع وجياع، توقفت طويلاً أمام هاتين النقطتين، إذ في كل هذا الزحام بميدان التحرير وتكرار ذهاب الجاسوس إليه وعقده الصداقات لم يفطن أحد من »الثوار« إلي أن هذا الشخص يكذب ولو لمرة واحدة! بل كيف استحسن المصلون الجالسون في المساجد التي خطب فيها الجاسوس ما يقول بلغة عربية، فلم يلاحظ أي واحد منهم أنه ينطق العربية - الفصحي أو عاميتها - بلكنة لا يستطيع أي »خواجة« الكلام بها دون أن تكشف اللكنة الأجنبية إنه ليس من »أهلنا« سواء كان باحثاً أو دارساً أو سائحاً يزور مصر! وكيف لم ينتبه أحد من الجالسين إليه في أسمار أيام الثورة والاحتشاد إلي أن هذا الجاسوس من الأجانب بعامة