رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فجيعة المصريين فى أشباه الناشطين والمناضلين!

تعانى مصر من المرحلة التى أعقبت ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن حالة من «السيولة» التى تمثل فى حقيقتها انفلاتاً سياسياً ونضالياً أضر إضراراً بالغاً بعقول الناس، وكما أصبح لكل «موقف» انتظار للسيارات مناد يسيطر على الموقف لحسابه، أصبح عندنا بأعداد تفوق أعداد هؤلاء المنادين

ـ وجوه تتصدر الواجهات وأركان الصدارة، وتلح بظهورها الدائم على الشاشات الفضائية والصحف بمقدمات تبالغ فى أحجام وقامات أصحاب هذه الوجوه! وباعتبارهم «نشطاء سياسيين» و«مناضلين» من حقهم الحديث فى كل الشئون!، أما معظم وجوه العناصر التى صنعت الثورة وواجهت مخاطر التمرد على الدولة التى سقطت بنظامها، فإن هؤلاء سرعان ما اختفوا وتواروا إلى أبعد نقطة من وسائل الظهور والاستعراض!، بحيث أصبحت الناس لا تدرى أين ذهب هؤلاء، ولماذا آثروا التنحى والاختفاء! لتبقى فقط عناصر سارعت الى سرقة الثورة وأهدافها لكى تنتهى بها الى  حيث لا أثر لها فى ممارساتهم!، ولتفاجأ الناس بأن أجهزة الأمن التى أخذت على عاتقها حماية الثورة وتأمينها قد أصبح عليها أن تطارد صنفاً آخر من أعداء الثورة، وهم الذين انتسبوا للثورة ثم تحولوا الى تحالفات جعلت منهم أدوات فى أيدى أعداء الثورة من الإرهابيين المنتمين للجماعة المحظورة وأشياعها! وتتكشف يوماً بعد يوم حقائق  عن نهر الأموال الذى يتدفق على «النشطاء السياسيين والمناضلين المزيفين» عبر أسفار لهم لا تتوقف الى خارج البلاد!، لتبدو عليهم مظاهر نعمة موفورة يرفلون فيها ويرتعون فى خيراتها!، وكلها من كسب حرام تباع به ثورة الشعب ويتهدد معه استقرار البلاد التى يكلفون فى سفراتهم وتحالفاتهم بألا تهدأ مصر لتتفرغ لبناء أو إنجاز!
وهكذا بيعت الخدعة للمصريين وانطلت على غالبيتهم حيث هم يعرفون فقط وجوهاً معتادة لأصحابه وجود حقيقى فى معارك دائبة للتخلص من نظام فاسد!، ظلوا يطاردونه تارة ويطاردهم تارة أخرى بالإقصاء والنفى بعيداً عن أى تأثير!، أما الذين لا يعرفهم الناس فقد خدعوا بالإلحاح على ظهورهم، يستعرضون أنفسهم فى تورم زائف أنهم ملتزمون بالثورة وأهدافها،

وأنه لن يهدأ لهم بال ولن ينفضوا قبل أن تتحقق الثورة بكامل أهدافها، واستقضاء  حقوق الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمناً لانتصار الثورة والذود عنها!، أما الشهداء فقد شرعت الدولة فى كفالة كل حقوقهم لذويهم، وجرحى أحداث الثورة وجدوا رعاية طبية كاملة بالعلاج فى الداخل والخارج!، لكن الناشطين والمناضلين المزيفين كانوا فى انشغال دائب بعقد الصفقات «المشبوهة» مع أعداء الثورة فى الداخل والخارج! وروجت وسائل الإعلام لمسميات ارتفعت فوق كيانات شكلها الذين انتفعوا بالثورة وارتزقوا منها بأداء ديناميكى واسع النطاق!، وقد شاهدت بعينى رأسى «مناضلين» من هذا الصنف يتصدرون الواجهات وقوفاً وجلوساً فى «معاونة» الرئيس المعزول وقت أن تقدم ـ أو قدمته جماعته ـ للانتخابات الرئاسية!، وتعلل هؤلاء بأنهم  كانوا يبتغون وجه الله والوطن الذى تهدده الحرائق فيما لو ينجح الرئيس المعزول!، وكان بعض هؤلاء يأمل فى أن يكون له مقعد على المائدة «الإخوانية»!، حتى إن بعضهم قد «تنكر» لمعرفة تاريخية قديمة بالجماعة وأساليبها!، فلما أقصي هذا عن المائدة اختفى!، ورأى أن الانزواء هو الباب الوحيد أمامه!، دون أن يقدم تفسيراً لأحد عن أسباب ظهوره المتوهج سابقاً ثم الاختفاء الذى أعقب ذلك!، ولست أهون من الذى حدث وفجيعة المواطنين فى هذه العناصر!، إنما يبقى أن انكشاف هؤلاء وأولئك من لطف الله بعباده المصريين!.