رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إيران غير عراق صدام

لو كانت إسرائيل تملك شن ضربة عسكرية خاطفة علي إيران لفعلت بدون أدني تردد!، ولو كانت أمريكا تري مصلحة لها في «مباركة» رغبة إسرائيل الحارقة في ضرب إيران لفعلت ذلك من فترة طويلة!، بدايتها البرنامج النووي الإيراني الذي تقدم بخطي ثابتة نحو أهدافه، مما حدا بأمريكا

إلي الضغط بكل ثقلها في فرض عقوبات علي إيران حتي بلغت حدة هذه الضغوط والعقوبات حد مختلف أنواع الحظر الكامل علي إيران!، التي عرفت وأتقنت جيداً كيف «تلاعب» أمريكا ومن معها بورقة وقف تخصيب اليورانيوم ركيزة الوصول إلي صنع السلاح النووي، وراحت إسرائيل تروج لفكرة أن إيران قاب قوسين أو أدني من صناعة السلاح النووي وملكيته، وتلح علي الولايات المتحدة كي تشن الحرب علي إيران، أو تدخل في مشاركة مع إسرائيل لتوجيه ضربة ضرورية إلي إيران، ولكن أمريكا لم تر أي لحظة أن من صالحها الاقدام علي شيء من هذا القبيل، مما كانت إسرائيل- ومازالت- تفضله حتي آخر لحظة قبل توقيع الاتفاق الذي وقع بين الدول الست وإيران في جنيف.
وخلال رحلة لعبة «القط والفار» بين أمريكا والدول التي تشاركها «القلق» من البرنامج النووي الإيراني من جانب، وإيران من جانب آخر. كانت إسرائيل تصدر التصريحات والتهديدات بأنها ستمنع بالقوة توصل إيران إلي ملكية السلاح النووي، والتأكيد علي مخاوفها التي كانت التصريحات الإيرانية تواصل التلويح بها من تهديدات مباشرة بأن إسرائيل من الأهداف المرشحة للضرب الإيراني، بل زادت إيران علي ذلك بإعلان تحديها الصارخ للوجود الإسرائيلي ذاته!، وأن إيران ستلقن إسرائيل درساً لم تعرفه من قبل، ولا قبل لها به، خاصة وأن بعض التقديرات الدولية تشير إلي تعاظم قوة الجيش الإيراني علي الأرض وفي البحر والجو.
وإسرائيل تلقت هذه التهديدات الإيرانية وأخذتها مأخذ الجد البالغ مما جعلها تشير باستمرار- لطمأنة شعب الكيان العبري- بأنها لن

«تمكن» إيران من ملكية السلاح النووي حتي لو كانت الحرب علي إيران خيارها المنفرد الوحيد!، وهي صاحبة التجربة التي خاضتها منفردة بالهجوم الجوي علي العراق- علي عهد صدام حسين- لتدمر المفاعل العراقي الذي كان من خطوات العراق لصنع سلاح نووي!. لكن إيران اليوم ليست عراق «صدام» الأمس، والأكيد حتي الآن ان إسرائيل لا تستطيع أن تكرر التجربة، وخاصة انها قد فقدت تأييد الحليف الأمريكي فيما لو أقدمت علي ضرب إيران، حتي إذا وقع اتفاق جنيف إذا برئيس الوزراء الإسرائيلي «نتنياهو» يعتبر الاتفاق «خطأ تاريخياً»، إذ أصبح العالم من وجهة نظره «مكاناً أكثر خطراً، لأن النظام الأخطر في العالم- مشيراً إلي النظام الإيراني- قام بخطوة هامة لحيازة أشد سلاح في خطورته في العالم»، لذلك لم ينس «نتنياهو» أن يشير إلي أن «إسرائيل غير ملتزمة بهذا الاتفاق»!. فيما وصف وزير خارجية إسرائيل «ليبرمان» الاتفاق بأنه «أكبر انتصار دبلوماسي لإيران»، وما انطوي عليه الاتفاق بالاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، مما يثير مخاوف إسرائيلية من تحرك بعض دول الجوار- مصر وتركيا والسعودية- صوب الاستفادة من إقرار هذا الحق لإيران، التي ثابرت لتحافظ علي حقها في التخصيب، نظير تنازلات وصفها ليبرمان بالهزيلة!.