رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر المستقلة تلقي بالكرة في الملعب الأمريكي

أثق في أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسكت علي ما حاق بها مما أسميه «هزيمة» للسياسة الأمريكية تجاه مصر!، وأشرت أمس إلي كيفية تفريط «الولايات المتحدة في نفوذها» الذي كان قوياً من خلال علاقتها بمصر!، وعندما أؤكد ان أمريكا لن تسكت علي هذه «الهزيمة» السياسية

التي أنزلتها الإدارة الأمريكية ببلادها نتيجة لإغراء الضغوط التي توالت علي مصر منذ ثورتها في 25 يناير 2011 وحتي اليوم!، لكن ثقتي في أن أمريكا لن تسكت علي هذه «الهزيمة» التي انتصرت فيها الإرادة المصرية المستقلة باتجاهها صوب «التعاون الحميم» مع روسيا القطب العالمي القوي حالياً، وما تمثله روسيا من ثقل دولي جراء اتساق سياستها مع الحليف الصيني والضغوط التي يمكن ممارستها من جانب روسيا والصين علي سياسات أمريكا في المنطقة وخاصة في سوريا وغيرها!، ولكن ما أكد صدق حوسي في أن أمريكا لن تسكت، أن ما بدأت أمريكا في ممارسته لتدارك ما جري لها مع مصر هذا التقرير الذي حررته الزميلة «فكرية أحمد» فأشارت فيه اشارة واضحة إلي اهتداء الولايات المتحدة إلي «العقاب» الذي تتصور امكانية إنزاله بروسيا جراء ما أقدمت عليه من استعادة علاقتها الحميمة مع مصر في شتي المجالات!، وأخطرها- كما رأت الولايات المتحدة- هذا التعاون العسكري الذي قدم به رئيس المؤسسة الروسية لتصدير الأسلحة لمصر، من مروحيات قتالية وأنظمة دفاع جوي، وصيانة وتحديث المعدات العسكرية الروسية التي تم توريدها سابقاً علي عهد الاتحاد السوفيتي- روسيا الاتحادية الآن-، لكن ما أدركته أمريكا من خطر يستلزم سرعة احتوائه- بناء علي توصيات للبنتاجون والمخابرات المركزية الأمريكية- بعدم السماح لوكالة الفضاء الروسية ببناء محطات مراقبة فضائية لمنظومة «غلوناس» الروسية علي الأراضي الأمريكية، وفيما رأت أمريكا ان روسيا يمكنها استغلال هذه المحطات في التجسس علي أمريكا ونقل المعلومات إلي «أصدقائها الجدد» في اشارة إلي مصر بالطبع!، مما قد يمثل خطورة علي الدول الصديقة لأمريكا وتعني إسرائيل أولاً، وقد تساهم هذه المحطات في زيادة دقة الصواريخ الروسية الموجهة إلي دول أخري، ورأي بعض أعضاء الكونجرس انه لا يجوز-

رغم الموافقة الأمريكية السابقة علي طلب الروس- وليس من مصلحة أمريكا في الوقت الحالي- يقصد علاقات روسيا الجديدة مع مصر- تمكين منافس للنظام الفضائي الأمريكي بالتواجد علي الأراضي الأمريكية!.
وكان بعض المتفائلين أو الذين يحسنون الظن بالعقلية الأمريكية أن الإدارة الأمريكية بعد توتر علاقاتها مع مصر، وما أدت إليه سياسة ضغوطها علي مصر إلي «التفريط» في نفوذها في المنطقة وفي طليعتها مصر، وقد تصور هؤلاء أن الولايات المتحدة سوف تعمد إلي تحسين علاقاتها مع مصر، صارفة أنظارها أولاً عن المخطط الذي رعته ومولته بالمشاركة مع جماعة التخريب ومازالت ماضية فيه، وأن يكون نبذها لهذا المخطط نهائياً!، لكن الذين فكروا في ذلك لم يحسنوا  تقدير التفكير الأمريكي الذي اتسم بالحماقة، وكانت وراءه دوائر في شتي أجهزة الاستخبارات والبنتاجون بنفوذها الواسع في صناعة القرار الأمريكي!، بل بدا هم الولايات المتحدة- كما تراءي لها- الوصول إلي ما انتهت إليه الاتفاقات بين الروس والمصريين مؤخراً وفي مقدمتها اتفاقات التعاون العسكري! بل ذكرت صحيفة الرأي العام الكويتية ان أمريكا تحاول أن «تتسقط» تفاصيل هذه الاتفاقات من خلال بعض القيادات العسكرية المصرية لاستطلاع آفاق التعاون العسكري مع الروس!، وهذا ما اعتذرت عن الافصاح عنه هذه القيادات الوطنية المصرية، ومازالت مصر تلتزم الاعلان الثابت عن موقفها مع الروس، فهي لا تستبدل علاقة بعلاقة!، وهكذا أصبحت الكرة في الملعب الأمريكي!.