رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

توسيع خيارات مصر ضمان لاستقلالها

قبل زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين إلي القاهرة لمناقشة عقد صفقات بيع أسلحة لمصر وتقوية العلاقات السياسية معها، قال وزير خارجيتنا نبيل فهمي في لقاء صحفي مع وكالة «فرانس برس» إن مصر سوف تتبني مساراً أكثر استقلالية وستوسع خياراتها،

وأن «الاستقلال يعني أن تكون لديك خيارات»، و«هدف السياسة الخارجية هو توفير مزيد من الخيارات لمصر، ونحن لن نستبدل، بل سنضيف، وأن هذا بداية مرحلة جديدة»، كما أشار وزير الخارجية إلي أن زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إلي مصر مؤخراً قد ساهمت في تحسن العلاقات المصرية - الأمريكية، حيث تركت الزيارة «مشاعر أفضل في مصر، لكن هذا لا يعني أنه قد تم حل كل شيء، ولا يعني أنه لن تكون هناك عثرات في المستقبل».
وفي اعتقادي أن مصر اليوم أصبحت في حاجة ملحة إلي تأكيد «استقلالها» عما ظنته الولايات المتحدة الامريكية تبعية لها»!، وإذا كانت الولايات المتحدة قد تصرفت معنا خلال عقود كاملة متوالية - قبل ثورة 25 يناير 2011 - بناء علي هذا الاعتقاد لديها بأننا في تبعية كاملة لها، فإننا يجب أن نصارح أنفسنا بمسئوليتنا المباشرة عن تقوية هذا الاعتقاد الامريكي»!، فنحن إذا عدنا إلي المرحلة التي تلت حكم الرئيس الراحل عبدالناصر وانعدام ثقة الأمريكيين به، نجد أن سياسة الرئيس السادات بعده قد جنحت إلي «توثيق» العلاقات المصرية الأمريكية، وقد أدي هذا إلي إضعاف الصلات الوثيقة التي كانت تربط مصر بالاتحاد السوفيتي - سابقاً- حيث عبر الرئيس السادات عن ذلك بعبارة «أن الروس قد قدموا لنا صينية العشاء»، ولكن داهية الخارجية الامريكي «هنري كيسنجر» كان يسعي إلي فصم عري العلاقات السوفيتية المصرية وقطع الطريق علي عودتها إلي الأبد!، وكان كيسنجر يعرف أن السادات مقتنع بأن كل أوراق اللعبة السياسية فيما يختص بالصراع العربي الإسرائيلي في يد الولايات المتحدة!، ووجد هذا الداهية فرصة الحاجة الملحة لدي الرئيس السادات لاستعادة التراب المصري الذي احتلته إسرائيل بهزيمتها لنا في يونيو 1967 ما جعله يلعب لعبته فيلوح للسادات بأن علي مصر أن تفعل شيئاً لتحريك الموقف المتحجر حتي تكون هناك فرصة لتشجع مصر في سعيها لتحرير أراضيها، وكان يعني

ذلك ما أدركه الرئيس السادات الذي كان يعاني كثيراً في الداخل لإلحاح المطلب الشعبي بأن تحارب مصر لاستعادة أراضيها، وكان السادات قد عزم علي هذه الحرب محتفظاً لنفسه بالتوقيت المناسب!، وكانت حربنا المنتصرة التي شنها السادات في أكتوبر 1973، وهو الذي رأي في ذلك ما يكفي لإقناع كيسنجر بأن مصر قد فعلت ما فاجأ إسرائيل والولايات المتحدة معاً، وأصبحت الكرة في ملعب أمريكا لتلعب دورها المنتظر!، وزاد السادات علي ذلك بأن أقدم علي مبادرته بالذهاب إلي القدس، وهي الزيارة التي مهدت لمفاوضات مباشرة بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكا مباشرة، ولتنتهي هذه المفاوضات بعقد اتفاقية كامب ديفيد، ومعاهدة السلام الإسرائيلي المصري المنفرد عام 1979.
وكانت هذه بداية الطريق لعلاقات مصرية أمريكية ظلت تتوثق حتي تحولت إلي تجاهل تام من ناحية مصر لوجود القطب العالمي الثاني: الاتحاد السوفيتي، والذي واجه بعد ذلك تفكك منظومته الشيوعية التي انتهت إلي استقلال ما كان يعرف بدول المنظومة الشيوعية وعودة روسيا إلي حدودها الدولية القديمة، ولكن روسيا قضت فترة بعد تفكك الاتحاد بزعامتها تتعثر اقتصادياً لكنها سرعان ما استردت عافيتها لتظل علي قوتها التي لا يمكن تجاهلها في العالم، وكانت قوي عالمية أخري قد بزغت، متمثلة في الاتحاد الأوروبي والصين والقوة الاقتصادية في آسيا، ثم سعي إيران إلي صناعة السلاح النووي، كل ذلك كان يعني أن علينا توسيع خياراتنا مع العالم كله، لكي نفلت من إسار التبعية الأمريكية.