وهم اللجوء السياسى فى العالم العربى!
تظل تثور فى داخلى أسئلة كثيرة حول اللاجئين السياسيين الذين يختلفون مع سياسات بلادهم، فيأخذون طريقهم الى بلاد أخرى فى العالم العربى حيث ترحب بهم أنظمة هذه البلدان التى يعرف القاصى والدانى من العرب أنها أنظمة منفقة فيما بينها على نهج القمع والاضطهاد المتواصل لمواطنيها، ودونما أى اعتراف من هذه الأنظمة
بأى حقوق لهذا المواطن!، وبصرف النظر عن توقيع دول هذه الأنظمة القمعية على اتفاقيات دولية ملزمة باحترام حقوق الإنسان!، ولكن كثيراً من اللاجئين السياسيين يتجاهلون كل ذلك ويعتبرون أن ترحيب الدول القمعية بهم يعنى أن لديها الملاذات الآمنة لهم!، وحتى لو تعارضت شراسة هذه الأنظمة فى الحكم مع مبادئ اللاجئين السياسيين الذين يفرون من بلادهم هرباً مما يلاقيه بعضهم من تعنت استبداد النظم فى بلادهم الأصلية، وهؤلاء يتجاهلون أبجدية مهمة فى العلاقات السياسية بين الدول تفيد بأن المصالح السياسية كثيراً ما تقتضى صلحاً بين ملاذات اللجوء الآمنة الى حين، وبين الدول التى يأتى منها بعض اللاجئين «استثماراً» للعداوة الناشبة بين بلادهم الأصلية وملاذات اللجوء ومهاجرها، ولكن سرعان ما يتعرض هؤلاء الى هزة عنيفة تجعلهم لا يشعرون بأمن ولا أمان بمجرد أن يتم هذا الصلح الذى غالباً ما يقوم فى أعقاب مصالحات ومقابلات بين القادة العرب وبعضهم، وبعد القبلات المتبادلة وأكل «العيش والملح» وتبادل الكلمات وغير ذلك من أدوات الإعلان عن عودة الأجواء الى طبيعتها العربية بعد «تنقيتها» فى لقاءات القادة!.
كان مفهوماً عندى لجوء البعض من المعارضين السياسيين المختلفين مع النظام السياسى المصرى ـ مثلاً ـ على عهد عبدالناصر والسادات من بعده الى حسنى مبارك.. لجوء بعض هؤلاء المعارضين الى عواصم أوروبية تمنحهم اللجوء مقابل تعهداتهم بعدم ممارسة النشاط السياسى المعادى لمصر من داخل الدولة التى منحتهم حق اللجوء، ولكن الذى ظل غير مفهوم عندى أن يقبل البعض من المعارضين المصريين «الشروط» التى تقبلهم بها لاجئين بعض الدول العربية ذات الأنظمة السياسية القمعية!، وكثيراً ما صادفت