أمن الجامعات يحتاج إلى 100 مليون جنيه
تأتي تصريحات د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة - كما نشرتها جريدة الوفد صباح الأربعاء - بشأن الأحداث التي تقع في كل الجامعات، وما يرتكبه الطلاب التابعون لجماعة التخريب من محاولات إرباك العمل في الجامعات بهدف تعطيل الدراسة ووقفها!، تأتي تصريحات رئيس جامعة القاهرة مهمة للغاية، خاصة
بعد أن ارتفعت أصوات واضحة من كثير من الكوادر الجامعية في مواقع المسئولية بأنهم يرون في عودة «الحرس الجامعي» إلي الجامعات ضرورة!، في مواجهة الأخطار التي أصبحت تتهدد الجامعات في منشآتها وطلابها وانتظام العملية التعليمية فيها، وبعض أصحاب هذه الأصوات أعلن أنه كان ضد خروج الحرس الجامعي من الجامعات من بداية الأمر، في حين نري تصريحات رئيس جامعة القاهرة تقدم طرحاً مغايراً تماماً لفكرة عودة الحرس الجامعي للجامعات، حيث إن الحرس قد ترك الجامعات بحكم قضائي نهائي، وهو ما طالب به نفر من أساتذة الجامعات الذين وجدوا في وجود الحرس الجامعي الاعتداء الصارخ علي استقلال الجامعات، وقد رأي رئيس جامعة القاهرة أن عودة الحرس إلي الجامعات «لن يحل المشكلة، بل إن عودته ستؤدي لاشتعال الموقف في الجامعة»، ولكن د. جابر يري أن حل المشكلة القائمة - مشكلة أمن الجامعة - يتطلب عودة الميزانية التي كانت مخصصة للحرس الجامعي إلي الجامعات، وذلك لتوفير الموارد المطلوبة لتدريب وتأهيل الأمن المدني بالجامعات، وتوفير الأعداد المطلوبة من أفراد الأمن المدني، وحدد رئيس جامعة القاهرة الميزانية المطلوبة لذلك بمبلغ 100 مليون جنيه لحفظ الأمن والنظام داخل الجامعة، وكشف رئيس جامعة القاهرة عن أن وزارة المالية استولت علي ميزانية الحرس الجامعي، وتركت الجامعات بلا موارد للإنفاق منها علي الأمن المدني بالجامعات، وفي حالة عودة هذه الميزانية إلي الجامعات فإن رئيس جامعة القاهرة أكد استعداده لإعداد أمن مدني قوي - بل أقوي - من الحرس الجامعي الذي كان تابعاً للشرطة.
وصحيح أن الجامعات لم يكن بإمكانها أن تواجه الأخطار الأمنية التي تواجهها حالياً ببعض موظفي الأمن الإداريين في كل جامعة، ولكننا ينبغي أن نسجل للذين طالبوا بخروج الحرس من الجامعات، أنهم كانوا يدركون ما في ممارسات حرس الجامعات من الخروج علي واجبهم الأصلي، حتي إن الحرس تحول إلي «إدارة جامعية مستقلة» تدير كل