حتي لا تسأم الناس
يعمد التليفزيون المصري بأوضاعه البائسة وتقلبات أموره وضعف قياداته وافتقاده البصيرة والمخطط بعد ثورة 25 يناير!.. يعمد التليفزيون إلي إذاعة أغاني وأهازيج ومقولات بأصوات فخيمة ممتلئة بالحماس للثورة التي »حملت مصر من حال إلي حال«!، فلما حلت بنا نكبات انفجار المشاجرات الطائفية التي يسمونها فتنة!، لم يتردد التليفزيون - فوق برامج الثرثرة - إلي المسارعة بتكليف بعض المطربين والمطربات لا ليذاع لهم بالعدل ما تلفظ به للإشادة بالوحدة الوطنية!، بل ليختصوا بعض هؤلاء بإذاعة ما تفضلوا به علي المشاهدين لمقاطع من أغانيهم وأناشيدهم التي لا تكتمل حتي أن مقطعاً واحداً علي قناة النيل يذاع خلال جميع دقائق المواد الإعلانية لرقصة توقيعية بين اثنين يتقدمان لتلبية نداء المطرب: »احموا مصر يا مصريين«، ثم يعقب ذلك عناق الهلال مع الصليب علي أرضية علم مصر!، حتي أن المتابع لهذه الشاشة مضطرا يبلغ به السأم إلي نبذ الفرقة والتناحر، وتقديس الوحدة الوطنية إلي غير هذا من الأهداف السامية والدعوات النبيلة التي يجدها التليفزيون لزاماً عليه حتي تثبت أنه يواكب الأحداث.
ولكن التليفزيون إذا ما توجه مثل هذا التوجه الإيجابي - بحكم أنه قد عاد إلي الشعب الثائر الذي يملكه يختار دائماً الأرخص!، وهو ما لا يكلفه مثل هذه التكاليف التي عهدناها في إنتاج التليفزيون الذي أنجز - بعون الله - أكثر من 40 مسلسلاً تليفزيونياً في