رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتي‮ ‬لا تسأم الناس

يعمد التليفزيون المصري‮ ‬بأوضاعه البائسة وتقلبات أموره وضعف قياداته وافتقاده البصيرة والمخطط بعد ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير‮!.. ‬يعمد التليفزيون إلي‮ ‬إذاعة أغاني‮ ‬وأهازيج ومقولات بأصوات فخيمة ممتلئة بالحماس للثورة التي‮ »‬حملت مصر من حال إلي‮ ‬حال‮«!‬،‮ ‬فلما حلت بنا نكبات انفجار المشاجرات الطائفية التي‮ ‬يسمونها فتنة‮!‬،‮ ‬لم‮ ‬يتردد التليفزيون‮ - ‬فوق برامج الثرثرة‮ - ‬إلي‮ ‬المسارعة بتكليف بعض المطربين والمطربات لا ليذاع لهم بالعدل ما تلفظ به للإشادة بالوحدة الوطنية‮!‬،‮ ‬بل ليختصوا بعض هؤلاء بإذاعة ما تفضلوا به علي‮ ‬المشاهدين لمقاطع من أغانيهم وأناشيدهم التي‮ ‬لا تكتمل حتي‮ ‬أن مقطعاً‮ ‬واحداً‮ ‬علي‮ ‬قناة النيل‮ ‬يذاع خلال جميع دقائق المواد الإعلانية لرقصة توقيعية بين اثنين‮ ‬يتقدمان لتلبية نداء المطرب‮: »‬احموا مصر‮ ‬يا مصريين‮«‬،‮ ‬ثم‮ ‬يعقب ذلك عناق الهلال مع الصليب علي‮ ‬أرضية علم مصر‮!‬،‮ ‬حتي‮ ‬أن المتابع لهذه الشاشة مضطرا‮ ‬يبلغ‮ ‬به السأم إلي‮ ‬نبذ الفرقة والتناحر،‮ ‬وتقديس الوحدة الوطنية إلي‮ ‬غير هذا من الأهداف السامية والدعوات النبيلة التي‮ ‬يجدها التليفزيون لزاماً‮ ‬عليه حتي‮ ‬تثبت أنه‮ ‬يواكب الأحداث‮.‬

ولكن التليفزيون إذا ما توجه مثل هذا التوجه الإيجابي‮ - ‬بحكم أنه قد عاد إلي‮ ‬الشعب الثائر الذي‮ ‬يملكه‮ ‬يختار دائماً‮ ‬الأرخص‮!‬،‮ ‬وهو ما لا‮ ‬يكلفه مثل هذه التكاليف التي‮ ‬عهدناها في‮ ‬إنتاج التليفزيون الذي‮ ‬أنجز‮ - ‬بعون الله‮ - ‬أكثر من‮ ‬40‮ ‬مسلسلاً‮ ‬تليفزيونياً‮ ‬في‮

‬رمضان الماضي‮!‬،‮ ‬لكنه‮ ‬يضن علي‮ ‬برامج توجيه الناس وتبصيرهم بمخاطر الشجار الطائفي‮ ‬علي‮ ‬سلامة الوطن‮!‬،‮ ‬فقد كان‮ ‬يمكن لهذا التليفزيون أن‮ ‬يخصص ما‮ ‬يكفي‮ ‬لتنويع المادة التليفزيونية التي‮ ‬يخاطب بها الناس في‮ ‬هذا السبيل الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬يتوجه للخدمة الجماهيرية من خلاله‮!‬،‮ ‬حتي‮ ‬تصدق الناس أن هذا التليفزيون لم‮ ‬يعد ملكاً‮ ‬لرجالات حكم أو مصالح ضيقة لفئات‮!‬،‮ ‬إنما هو تليفزيون للشعب لا‮ ‬يبخل علي‮ ‬الناس بالاحتشاد لتقديم مواد جديدة تناسب المقام‮!‬،‮ ‬ولو كان التليفزيون‮ ‬يخشي‮ ‬ارتفاع النفقة في‮ ‬ظروفنا الاقتصادية الدقيقة،‮ ‬فإن التليفزيون‮ ‬يمكنه توجيه دعوة عامة لفناني‮ ‬وشعراء مصر كي‮ ‬يتسابقوا إلي‮ ‬التليفزيون للإنفاق من جيوبهم علي‮ ‬إنتاج مواد تتجدد علي‮ ‬مدار اليوم الواحد،‮ ‬بحيث‮ ‬يجد المشاهد أمام ناظريه مادة جادة جديدة تناسب ما‮ ‬يمر به الوطن من الأحداث‮!‬،‮ ‬وحتي‮ ‬لا‮ ‬يسأم هذا المشاهد من فجاجة تكرار المواد التي‮ ‬تجعله لا‮ ‬ينتبه لما‮ ‬يعرض‮.‬