رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حاجتنا إلى نقلة نوعية فى مكافحة الإرهاب

روقب وزير الداخلية جيداً!. متى يغادر منزله صباح كل يوم، والتأكد يوم الحادث من أن الوزير قد قضى ليلته فى منزله، ولا يمكن معرفة ذلك إلا بمراقبة المنزل حتى يعود الوزير إلى البيت، حتى استطاع الجناة تحديد يوم التنفيذ لجريمتهم الخسيسة بدقة،

والذين قاموا بمراقبة منزل الوزير ومواعيد المغادرة والعودة لا شك أنهم غرباء، عن محيط سكن الوزير!، ولكن الغريب ألا يلاحظ أحد من سكان المنطقة ـ أو أى عنصر من فريق حراسة الوزير الذى يرابط عند منزله ـ الغرباء الذين رابطوا لمراقبة المنزل!، ثم أين أعدت السيارة بالمتفجرات التى انفجرت عن بعد من أعلى إحدى العمارات القريبة من منزل الوزير!، حتى اختار قائدها نقطة مناسبة لوقوفها، وبحيث يكون التزامن دقيقاً بين خروج موكب الوزير من الشارع الجانبى الذى يسكن الوزير فى إحدى عماراته الى الشارع العمومى، الذى لا تتوقف الحركة فيه ليلاً ونهاراً، بل تكون الحركة فى الصباح الباكر أشد كثافة، فكيف لم يلاحظ منادى السيارات بالمنطقة أن هناك سيارة غريبة ـ حاملة المتفجرات ـ قد وصلت سواء كان هذا مساء اليوم السابق بعد عودة الوزير الى منزله، أو فى الصباح الباكر جداً حتى قبل ان يصل المنادى الى حيث عمله المعتاد فى ركن السيارات!، ومن الواضح ـ طبقاً لوصف شهود عيان ـ أن الوزير قد نجا بأعجوبة من الانفجار وشظاياه!، حيث أصيب هذا العدد من حراسه ـ وهو كبير نسبياً ـ وبعض المارة مع تدمير عدد «15» سيارة، ووصف سكان المنطقة ـ كما نقلت «الوفد» عنهم ـ أن الانفجار كان مروعاً مثل الزلزال، وأنه قد حطم جميع نوافذ العقارات والمحال التجارية، وهو ما بدا فى الصور التليفزيونية، ووصف دوى الانفجار فى إشارة أخرى الى شدته بأن هذا الدوى قد سمع على بعد «3» كيلو مترات، من نقطة الانفجار!، وتراوحت تقديرات العبوة الناسفة ما بين «200 و450» كيلو جرام متفجرات!.
ويكشف هذا كله عن أننا قد دخلنا «مرحلة إرهابية جديدة داخل مصر رأت معها جماعة الإرهاب أنها لابد أن تدخل مع سلطات

الدولة فى اختبار جديد أول عناصره استهداف كبار المسئولين ولا غرابة فى أن يكون أول المستهدفين وزير الداخلية، الذى حقق فى الآونة الأخيرة «نجاحات مشهودة» فى مطاردة أقطاب جماعة الإرهاب حتى سقط معظمهم فى قبضة الأمن ولم يبق عنهم  غير القليل، وأصبح واضحاً أن سلطات الأمن بالتعاون مع القوات المسلحة قد عزمت على استئصال شأفة جماعة التخريب فى العاصمة والأقاليم جذرياً، ولأن الوقت يمر فقد فرض السباق بين جماعة الإرهاب وسلطات الأمن أن تتخلى الجماعة عن الأسلوب التقليدى فى استخدام الأسلحة التقليدية من آلية وغير آلية فى الهجوم على التجمعات والمنشآت، لتتحول بحادث الاغتيال الفاشل لوزير الداخلية الى أن تكون الضحية المستهدفة فى محيط أوسع بانفجار مروع تصعب معه نجاة الضحية المستهدفة، ولابد ان يكون هذا الانفجار إشارة مروعة تؤدى الى تجنب المواطنين ارتياد الأماكن المزدحمة والغاصة بالمحال التجارية، وبحيث تخرج اشارة الى الخارج بأن جماعة الإرهاب تطول بذراعها الإرهابية من أقصى البلاد الى أقصاها، فلا يطمئن الأجانب الوافدون الى البلاد على أنفسهم، ولا تطمئن الدول الى مشاركة البلاد فى أية محافل على أرضها!،  ولنا أن نتصور أعباء سلطات الأمن والجيش عندما ترتفع هذه الأعباء والاحتياجات بقدر ما طورت جماعة الإرهاب عملها كما تجلى ذلك فى جريمة محاولة اغتيال وزير الداخلية، وهى أعباء لا بد أن تكون «نقلة نوعية» فى مكافحة الإرهاب.