رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تستبشروا بالسفير الأمريكي الجديد!

تفضل الخارجية الأمريكية أن تختار بعناية سفراءها وكبار مبعوثيها الدبلوماسيين ممن توفرت لديهم «عراقة» في العمل وإعدادهم في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «C.I.A»، ومن يطالعون هذا التاريخ العريق لاختيارات الخارجية الأمريكية لسفرائها ومبعوثيها في الشرق الأوسط قد يندهشون لهذا الاختيار الذي ينهض أساساً

علي خبرة وتدريب في العمل الاستخباري!، وهذا أمر لا أستقبله بأدني قدر من الدهشة لأن هذا هو الأصل عند الخارجية الامريكية في إرسال هذه العناصر للسفارات في هذه المنطقة التي تعتبرها الولايات المتحدة الامريكية مجالاً حيويا لمختلف سياساتها التي ينطبق عليها المثل العامي المصري «مفيش حاجة تيجي من الغرب تسر القلب»!، وأمريكا هي زعيمة الغرب كله أو هكذا تعتبر نفسها!، وقبل أن تغادرنا السفيرة الأمريكية «آن باترسون» عائدة إلي بلادها بعد أن خلفت الكثير مما أساءت به إلي مصر!، كان الشعب المصري بأسره قد اقتنع بأن هذه السفيرة لابد أن ترحل!، وقد كانت كل ممارساتها وتحركاتها في مصر تدل علي أنها قد دست أنفها في كل شئون مصر!، وتشارك في التدبير والتخطيط مع الجماعة التخريبية وأشياعها وفقاً لتخطيط أمريكي التزمت بتنفيذه «آن باترسون» مما تنافي مع كافة الأعراف الدبلوماسية!، وكم كان الطلب ملحاً من جانب الأغلبية المصرية علي ضرورة أن ترحل «باترسون» بيد حكومتها!، أو بطلب من حكومتنا بحيث بات واضحاً أنها «سفيرة غير مرغوب فيها»!، وهي بالمناسبة يسبقها تاريخ من العمل الاستخباري في بعض الدول تطبيقاً للاختيار المفضل للخارجية الأمريكية، وفي بلد مهم مثل مصر!.وكعادتي في العناية بالتدقيق والبحث وراء الشخصية التي تختارها أمريكا لمنصب سفيرها في القاهرة، كان اهتمامي باستعراض هذه «المؤهلات» التي جاء بها السفير الجديد والذي تسلمت القاهرة أوراق ترشيحه «روبرت ستيفان فورد» خلفاً لآن باترسون، وقد تبين لي عراقة أصول «فورد» الاستخباراتية، وقدراته التي امتحنت في الكثير من المواقع العربية من قبل!، وأول ما تذكره بياناته أنه كان السفير الأمريكي السابق في سوريا، وقد انتهي عمله فيها قبل أن تصبح سوريا علي اضطرابها

الحالي، وقد تردد أنه كان السبب الرئيسي في وقوعها!، وكانت له شهرة تسبق اسمه بأنه «الرجل الناري»!، وقد تحرك فورد أو «الرجل الناري» في عدة دول عربية مثل الجزائر والبحرين والعراق وسوريا، وقد سبق له العمل في مصر كذلك، كما أنه سبق له الخدمة في تركيا!، وقد تردد أنه كان وراء اشعال صراعات في بعض هذه الدول بالتدخل في شئونها الداخلية، و«فورد» له مواهب مشهودة فوق عمله الاستخباري، فقد أعانته مواهبه علي أداء أدواره بكفاءة ملحوظة!، وبالمناسبة.. لعلنا نتعلم في مصر كيفية اختيارنا لمن يمثلون مصر خارجها!، إذ لم نحرص الحرص الواجب في اختياراتنا التي تكشف ضعفها في بعض التجارب!، ففورد درس الماجستير في جامعة «هوبكنز» عام 1983، ويجيد لغات علي رأسها العربية بالاضافة إلي الفرنسية والالمانية والتركية، وتخصص في الشئون الاسلامية لدي دول السعودية وتركيا وإيران ومصر، وقد كانت له أدواره المشهودة في العراق والجزائر وقت وقوع الاضطرابات في بغداد، ولست أجد في اختياره سفيراً في القاهرة ما يبشر بأننا نقبل علي مرحلة من العلاقات المصرية الأمريكية تعدل من أحوالها التي تركتها عليها آن باترسون!، ذلك أن فورد كما يظهر لنا يحترف العمل الاستخباراتي!، ولغته العربية تعينه علي عمل الكثير في مصر!، وبهذا تكون الخارجية الأمريكية قد اختارت رجلها المناسب في البلد المناسب!.