عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسباب «هزل» «جمعة» «الحسم»

يوم الجمعة الماضى لم يكن «يوم الهول والحسم» كما توعدتنا به الجماعة الهمجية!، ومن التوفيق أن قوات الأمن والجيش قد تعاملتا مع هذا اليوم بجدية وإحكام بالغين، وأخذت القوات - كما أخذه المواطنون - توعد الجماعة فى تسمية اليوم على محمل الجد، فكان التوقع أن تقدم الجماعة استعراضا قويا فى حشد المرتزقة،

وشل الطرق والميادين الرئيسية فى العاصمة والأقاليم، وارتكاب الجرائم الفاحشة المروعة بالأسلحة المتنوعة، وذلك فى مواجهة إعلان صريح من جانب القوات المسلحة والأمنية على أن تعاملها مع من يعتدون على الأرواح والمنشآت وافزاع المواطنين بالأسلحة المناسبة والذخيرة الحية، ولكن يوم الجمعة هذا كان مفاجأة مدهشة للأمن والجيش والأهالى!، فقد فشلت الجماعة فى الحشد إلا من أعداد محدودة لم تتجاوز المئات فى أكبر حجم لها!، ونحن المواطنين - مع السلطات الساهرة على حماية مصر - لابد أن نتأمل جيدا مشهد هذه الجمعة الفائتة والعوامل التى أتت بها «هزيلة» كما رآها المواطنون وشهدوا وقائعها، ونقلت الفضائيات مشاهد فشلها لكى تذهب فى مجملها ساقطة ربما من ذاكرة الجميع!، ولابد أن نبدأ بأهم الأسباب وراء فشل «جمعة الحسم» وهو المخطط الذى وصفته سلطات الأمن مع الجيش بإحكام هذا الحزام الأمنى - إذا جاز التعبير - حول نقاط ومنافذ الحركة الرئيسية وسدها أمام هذه الحشود «الهزيلة» التى حاولت أن تسد المنافذ والسبل أمام حركة الناس والمواصلات المختلفة بحيث نشهد شللا كاملا مما استطاعته الجماعة الهمجية قبل ذلك!، وكان من عوامل نجاح القوات المشتركة فى خطتها أن الذين اطلقتهم الجماعة فى الشوارع والميادين لم ينجحوا فى استدراج القوات المشتركة لمعارك جانبية تربك هذه القوات، وكانت حركة هذه الحشود الهزيلة «تضع فى حسابها أن القوات جاهزة للتعامل بالذخيرة الحية فى مواجهة أى من حملة السلاح، واستطاعت أكمنة القوات المشتركة ضبط كميات من الأسلحة والذخائر لتحول دور وصولها لزوم جولات قادمة لمرتزقة الجماعة!، ولكن الذى كان واضحًا فى هذه الجمعة عجز سماسرة الجماعة عن تجنيد المرتزقة من العاصمة والأقاليم وبالأعداد المناسبة» لجمعة «الهول والحسم»!، ولعل

ذلك يعود إلى أن الامكانيات المالية لم تتوفر هذه المرة للسماسرة، ليس عن عجز مالى تعانيه الجماعة، بقدر ما هو انقطاع سبل التواصل بين السماسرة وأوامر التكليف لهم بأداء مهمتهم فى التجنيد، تأيتهم من العناصر الفاعلة فى الجماعة وهى التى فى حوزتها الأموال أو المخولة بطلبها أو سحبها من مصادر التمويل داخل مصر وخارجها!، فقد أتت جمعة الحسم على الجماعة وأذنابها وسماسرتها وأقطاب وقادة العنف من رؤوس الجماعة ورموزها فى السجون رهن التحقيقات!.
وهذا مما أربك الجماعة ولا شك، فى تكتيكاتها وقدراتها على المناورة والترويع. وجعل «اخراج مشهد جمعة الحسم» يأتى على هذه الصورة الهزيلة!.
وقد ذكرت فى مقال سابق أن علينا - سلطات ومواطنين - ألا نسترخى لمظاهر الضعف التى بدت على الجماعة التخريبية مؤخرا، وقد أثلج صدرى أن أطالع مشاهد للأهالى فى بعض المناطق قد قاموا بمطاردة بعض الحشود التى تجمهرت لترويع الأهالى وارتكاب بعض الحوادث الاستفزازية، ولست أرى فى ذلك غير صحوة تعبر أولا عن ضيق الناس بهذه الجماعة!، وترحيبهم بأن يكونوا سندًا لسلطات الأمن والجيش، فتصدى الأهالى ستحسب الجماعة له ألف حساب، عندما تلجأ إلى الأسلوب الذى اعتادته فى ترويع الناس، وسد المنافذ عليهم لتعطيلهم عن أعمالهم وقضاء مصالحهم، ولا شك أن ايقاف عناصر هذه الجماعة عند حدودهم وفقا للقانون هو من صالح الناس أولا ثم البلاد كلها.