نكون أو لا نكون
بدأت سحابات الغضب واليأس تنقشع من نفوس المصريين من صباح الأربعاء الماضي، وقد سبق لي أن كتبت عنواناً لواحد من مقالاتي «من حق الناس أن تغضب»، وكنت شأن كل الناس أشعر بفساد الهواء الذي نتنفسه، وأن العمر قد طال بصبر الناس علي مكروه رابعة والنهضة،
ولم يكن ممكناً للسلطات - فيما يبدو - أن تتماشي مع رغبة الناس الحارقة في أن تري قوات جيشها وأجهزة أمنها تتحرك صوب رابعة والنهضة لإنهاء حقبة شلت الحياة الطبيعية للناس من العاصمة إلي الأقاليم، ولست ألوم الناس علي ضيقها بطول الصبر والانتظار، رغم أن السلطات لها حساباتها ومواقيتها التي تجعلها لافتة النظر عن ضجر الناس وما يعانونه من جراء ممارسات فاجرة لجماعة تصورت أنها فوق جميع المصريين شعباً وجيشاً وأجهزة أمن، وكان مما يحز في نفوس الناس هذه المشاعر المؤلمة التي جعلتهم يشعرون بأنهم في مواجهة هذه المحنة أنه لا دولة لهم ولا حكومة، وطوال هذه المحنة لم تتوقف سهام الانتقاد للسلطات لسكوتها عن ما يجري، وترددها في الإقدام على ضربة لابد منها فوق رؤوس الذين بلغ بهم الفجور حدوداً تفصح عن أنهم قوة فوق الجميع بلا منازع، وكانت الناس في تصوراتها لا تصدق أن السلطات تعد عدتها وتحسب حسبتها لمعركتها مع هذا الإرهاب الأسود في كل ربوع البلاد ويضرب كل المصريين، الذين ظلوا يشعرون بالمذلة والإهانة، وهم يضطرون في أي حركة لهم إلي وضعهم في حسبانهم حصار شذاذ الجماعة لهم، فقد كان أي مصري يفاجأ بأن هناك بلطجياً تابعاً للجماعة يعمل عندها بالأجر يفاجأ بهذا يستوقفه ويقوم بتفتيشه بتفويض من الجماعة وكأنها دولة داخل الدولة!
وفرحت الناس وتنفست الصعداء بعد أن شاهدت قوات أمنها وجيشها يسيطر صباح الأربعاء علي الأرض التي عاشت تحت رحمة اغتصاب المستجلبين من أقاليم مصر ممن سميتهم في مقالي صباح الأربعاء هذا «معتصمون بالأجرة»، وذكرت أن هؤلاء المستجلبين إنما هم طائفة