مذبحة تعليمية من الحضانة إلى الجامعة!
يقبل علينا موسم استئناف الدراسة فى جميع المراحل التعليمية بعد أسابيع قليلة، تسبقه وتسابقه حملات إعلانية مكثفة من جانب المعاهد العليا والجامعات الخاصة التى تشعرك فى كل
مضمونها أنك متحرر من أى قيد، متحلل من أى شرط مما تواجهه فى مدارس ومعاهد وجامعات الدولة!، مادمت ستدفع المطلوب نقداً أو على أقساط مهما كان المطلوب باهظاً يدور بأرقامه فى فضاء خيالى يتجلى فى شكاوى كل الناس!، يحدثك بعضهم ـ مثلاً ـ عن تكلفة إلحاق طفل غض بحضانة من الحضانات الخاصة التى لا تقدم للطفل خدمة غير الاحتفاظ به «أمانة» لديها حتى تتسلمه أمه من الحضانة ساعة «الإفراج» عنه!، لكن الفاتورة المطلوب سدادها تحمل فى بنودها «متنوعات» تجعل أى أسرة متوسطة تبتعد بأطفالها عن حضانة تقبل أطفالك مقابل أن تبيع ملابسك أو عفش بيتك أو مصاغ زوجتك!، وهذه الحضانة ملحق بها «جنة» صغيرة عبارة عن أرضية خضراء وحمام سباحة وعدد من الفصول التى هى فى الأساس مجرد مساحات للعب!، ولكن كل مفرد من مفردات الفاتورة له ثمنه!، وتدفع الناس المطلوب لأنها واثقة من أنه لها ظهر لا يحميها من هذا الغش البين حيث كل ما قررته الحضانة قد أجازته الجهة المسئولة رسمياً!، إذا كان هذا حال الحضانات فلا مجال هنا للحديث عن تكلفة تتمشى مع ما تطلبه الحضانات مما تنوء به الأسر إذا كان فى الأسرة أولاد من «مطاريد» التعليم الحكومى لفظتهم الجداول واللوائح، وشروط السن والمحيط الجغرافى كسكن الطالب الذى لن تتوفر فيه الشروط المطلوبة فلامفر من مدرسة خاصة!، توفر له فرصة القبول دونما أى شروط سوى أن تدفع الفاتورة!.
أما الجامعات والمعاهد العليا الخاصة فإنها تخوض معركة «مقدسة» فى سبيل صد أى تدخل أجنبى، فى شئونها من جانب وزارة التعليم!، وأهم هذه الشئون وعلى رأسها «الحرية الواسعة» بلا أى