رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيف تقوم مصالحة بين عقلاء ومتهوسين!

أظن أن ارتفاع صوت الدعوة إلى «المصالحة» التى يطمع فى أن تتم كل مخلص لهذا الوطن ويحرص على حقن دماء المصريين لا تجد أدنى تجاوب معها من جانب الطرف الذى تبتعد عن المصالحة مسافات ومسافات تكاد تقطع آلياتها بأن الصدام إن لم يكن وشيكاً فهو أكيد!.

فنحن لا نسمع ولا نرى منذ ولت صفحة حكم الإخوان والرئاسة التابعة لهم غير صيحات ذات نبرة تهديدية عالية بكل أشكال الويلات فى وجوه كل المصريين الذين يستحقون عقاب الجماعة لأن أغلبيتهم قد أسقطت سلطة الجماعة!، وهى السلطة التى حرصت الجماعة على أن تقضى عليها إلى آخر لحظة!، ولم لنكن ندري أنها قد أصبحت فى وادٍ والشعب فى وادٍ آخر!، فكان لابد أن ينتصر الشعب صاحب الإرادة العليا ـ بعد إرادة الله ـ فى أن تذهب ريح الجماعة، وقد اختار «صقورها» طريق التهديد والوعيد والمواجهة التى تتحدى جيش مصر!، الذى لا يقف فى الساحة وحده!، بل معه هذا السند الشعبى الصلب كظهير يستحق حماية  جيشه!،والزئير المصطنع الذى دأب «أسود» الجماعة على إطلاقه يؤكد أن الجماعة قد اختارت السير فى الطريق الذى لن تستطيع مواصلته مادام فى مصر جيش وشعب، وهذا الطريق «صعب» إذا ما بدت علاماته التى وضعها الصقور لأنفسهم وعلى هديه يسيرون!، أنت لا تسمع  غير أن الجماعة تدخر خططاً فظيعة للانتقام من العباد!، وأن خططهم هذه لن تفلح قوة فى إنشالها أو كشفها!، ويتباهى أحدهم ـ وهو متورم فى داخله ـ بأنه يستطيع وقف العنف فى سيناء فى ثانية واحدة!، فقط لو أعاد الجيش الرئيس الإخوانى «المعزول شرعاً» إلى سدة الحكم حيث هو«الرئيس الشرعى»!، ولا تتوقف ادعاءات البطولة الكاذبة أمام جمهور «الصقور» ممن استجلبوهم من

شتى الأقاليم!، وهم جعلوهم يحتشدون عند «رابعة» و«النهضة»، وقد ضللوا بأنهم يعتصمون دفاعاً عن الشرعية!، وإعاشتهم مكفولة فلا يحملون هما لغياب عن عمل أو رعاية لأسرهم!، وقد دعوا إلى مغادرة الميادن طواعية دون أن تعقب ذلك ملاحقة!، ولكنهم لا يفعلون ذلك حتى الآن!.
إن الذين يقودون الدعوة لمصالحة شاملة تضم «الإخوان المسلمين» لا يغيب عن فطنتهم الأسباب التى لدى آخرين تدفعهم لتلقى دعوة المصالحة ومماشاتها فى غير حماس!، أو هم أقرب إلى سوء الظن بهذه الجماعة التى مازالت على «هوسها» فى اعتقاد صقورها أن عودة رئيسهم «المعزول» إلى السلطة سوف يكون ممكناً!، وبعنف يتوهمون أنه سوف يجبر الجيش على إعداد موكب الرئيس «العائد» إلى الرئاسة بما يليق بفخامته من التوقير!، وهذه أحلام اليقظة التى لاتبارح أذهان الصقور، ومطلبهم بعودة الرئيس قد روجوا له بين المضللين فى «النهضة» و«رابعة» حتى إن البعض منهم يقول على الشاشات التليفزيونية: إننا لن نبارح الميدان حتى نسمع أن الرئيس قد عاد إلى القصر الجمهورى!.
ولأن الأمر قد تحول بالصقور وصبيانهم إلى مشهد عينى لا معقول!، فكيف تقوم مصالحة إذن بين عقلاء ومتهوسين خرجوا فى طلب المستحيل!.