رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تجليات ميدان رابعة العدوية!

تشكيلة  من أدوات الدفاع عن الشرعية والحفاظ عليها ـ شرعية الرئيس محمد مرسى ونظامه مع التأكيد على أن هذه الشرعية خط أحمر ـ حملتها ثلاث سيارات عبارة عن شوم ومولوتوف وجراكن بنزين وشماريخ، وضبطتها قوات الأمن بكفر شكر بالقليوبية! مع أوتوبيس يحمل العشرات من جماعة الإخوان المسلمين حماة الشرعية!،

وكان هذا الفيلق فى طريقه إلى ميدان رابعة العدوية، وبه المسجد الشهير الذى اعتبر خطيبه  نفسه الأمين العام على الشرعية!، وقد قبضت أجهزة الأمن على الأشخاص راكبى السيارات والأوتوبيس لتأمر النيابة بحبس «56 شخصاً» بعد أن تمكنت احدى السيارات من الهروب بعد أن صدمت شخصين وتسببت فى إصابتهما!، ونشرت الصحف صوراً للذين خرجوا للتظاهر والاعتصام فى منطقة رابعة العدوية حفاظاً على الشرعية!، وليؤدوا صلاة الجمعة خلف الخطيب الإمام الغيور على الشرعية!، وقد ظهر بعض من هذا الجمع فى الصور وهو يحمل العصى الطويلة الغليظة استعداداً للتضحية والفداء فى سبيل أن تبقى الشرعية!، أما خطيب المسجد فلاشك أنه كان يشهد كل ذلك وهو يتأهب لإلقاء خطبته التى  جاءت بعضاً من «العطارة الدينية» كى يغطى الخطيب بها على هذه «التجريدة العملية المسلحة» بجمل إنشائية غاية فى غرابتها!، فبعد أن شدد الخطيب على أن الشرعية «خط أحمر» قصد أن يعطى درساً للمصلين فى أن الذى ليس له شرعية اليوم لن تكون له شرعية غداً، أما تعليقه على حشود وتظاهرات التيار الإسلامى فقد وصفها بأنها تنظم «لنيل رضا الله»!، ومؤكداً على أن التيار الإسلامى «يبحث عن الهدى للجميع»، دون أن يشير أن أدوات التيار الإسلامى فى ذلك «العصى والشماريخ وزجاجات المولوتوف وجراكن البنزين»!، ثم لفت انتباه من يسمعونه ـ ومن لا يسمعونه ـ قائلاً: «إن الجماعة وحدة، والفرقة عذاب، سواء اتفقنا أو اختلفنا فلا بد أن نظل يداً واحدة»، ثم دعا فضيلته لمصر بعدم انفراط عقدها، وكان لابد من أن يؤكد مرة أخرى على الشرعية باستشهاد من انتخابات رئاسة جامعة القاهرة التى أتت بالدكتور جابر نصار رئيساً للجامعة بفوزه بنسبة «50٪ + 1، ليضيف قائلاً:

هل بعد فوز د. جابر نصار بهذه النسبة نقول له.. ارحل لأنك فزت بنسبة ضعيفة»!، وكأن خروج الشعب مطالباً رئيس الجمهورية محمد مرسى بالرحيل والتنحى كان سببه النسبة الضعيفة لفوزه بالرئاسة، وهل رئيس جامعة القاهرة ـ أو أى رئيس لجامعة مصرية ـ سيكون هدفاً للمطالبة بعزله من منصبه لأن ضعف نسبة فوزه فقط سيكون داعياً لسخط الجامعيين كوادر وقيادات وطلاباً على رئيس الجامعة!، دون أن يرتكب شيئاً بالطبع مما أنزله بنا الرئيس محمد مرسى!، وقد ساير الخطيب لافتة رفعت فى مليونية التيار الإسلامى تقول: «إذا سقط مرسى بطريقة غير شرعية، فسيسقط من يأتى بعده قبل عام من حكمه»!، وعلى الشعب أن يصبر ويتحمل ما وقع عليه وما سيقع بمعرفة الرئيس ونظامه حيث الشرعية مقدسة وخط أحمر لا ينبغى المساس به!.
ومن تابع تجليات ميدان رابعة العدوية وعطارة خطيب مسجد رابعة لا يحتاج الى جهد يذكر ليكتشف أن هذا النوع من «العطارة» قد أصبح «توليفة ثابتة» لما تدور حوله ثرثرات المعبرين عن وجهات نظر التيار الإسلامى المتمسك بالشرعية حتى الرمق الأخير!، برصيد بلاغى إنشائى ينطلق فى استشهادات قياسها فاسد على الأوضاع التى أشد ما تكون حاجة إلى خطاب محدد العبارات محكم القياس!، يطمئن الناس على حاضرهم الذى ينطق بهوانهم، وغدهم الذى لن يشرق بغير التخلص من الشرعية التى يعتصم بها هذا التيار!.