عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غدًا.. وفاء الجيش للشعب

كانت المهلة التى حددها قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسى لسائر القوى السياسية أن تسارع إلى صيغة للمصالحة والتوافق الوطنى بينها خلال أسبوع واحد فقط هى المدة الباقية على حلول تاريخ 30 يونية، وكان اعتقادى أن ما طلبه الفريق أول السيسى يصعب تنفيذه حيث كل الأطراف متصلبة فى مواقفها

حيث طلبات القوى المناوئة للرئيس محمد مرسى ونظامه واضحة محددة منذ فترة ليست بالقصيرة دون أن تبدر من جانب الرئيس وجماعته ونظامه بادرة واحدة تشير إلى استعداد للاتفاق أولًا على مناقشة طلبات القوى المعارضة، بل اعتصم أنصار الرئيس بما يتصورون أنه «شرعية» الرئيس ونظامه وصندوق الانتخابات الذى أتى بها للحكم، وبصرف النظر ـ كما يرى الرئيس وجماعته ـ عن «الشبهات» التى أحاطت بنتائج الانتخابات التى فاز الرئيس مرسى بنتيجتها لصالحه!، وانطلقت جحافل من جماعات النظام الحاكم إلى التجمهر قبل موعد 30 يونية لحماية النظام وشرعيته!، وكأن إرادة الشعب الذى أجمع على فشل النظام وقادته فى تحقيق مطالب الشعب! بل والإخفاق فى إدارة البلاد بما يحقق حياة أفضل لائقة بالشعب الذى قام بثورة تعرضت لأغرب عملية سطو انتهازى فى تاريخ شعب بحجم الشعب المصرى!، ولم أكن فى أى لحظة تلت ما طالب به قائد الجيش أشعر بأدنى أمل فى أن يتدارك رأس النظام الحاكم أوضاع نظامه وتردى سلطاته بأن يغتنم فرصة ما طرحه قائد الجيش والمهلة التى رآها تسمح بتوافق متاح بين سائر القوى!، وعلى العكس من ذلك فقد بادر الرئيس بخطاب تصور أنه يمكنه من استقطاب قوى كثيرة إلى صف «شرعيته» التى أصبح سندها الوحيد «صندوق الانتخابات» فقط!، رغم مرور عام على ولاية الرئيس، وكانت كافية للحكم على التجربة حكمًا «عادلاً» بالسلب لصالح الشعب بعيدًا عن «الشرعية» التى ليست سندًا مطلقًا لمواصلة الحكم والفشل!، بل جاء خطاب الرئيس ـ كما طالعناه ـ مخيبًا لآمال الأنصار والخصوم على السواء!، وربما يكون الرئيس مرسى قد «اغتر» بتصفيق الحشد الذى صبر الساعات على خطابه فاطمأن إلى أنه قد قدم كل

ما يمكنه فى الخطاب!، ولك؛ن رد الفعل لاشك أنه قد أذهل الرئيس ومن أعدوا له الخطاب!، خاصة أن الخطاب قد بدا وكأنه لائحة اتهامات من الرئيس للآخرين بافتئات واضح على البعض!، وعلنية التهديدات التى حملها للبعض الآخر!، ثم حدد ما يراه بأنه قد أصدر تكليفات عاجلة إلى كل من يعمل تحت رئاسته بالتخلص فورًا وخلال أسبوع من كل القيادات العاملة فى مجال خدمات المواطنين واحتياجاتهم!، وبذلك طويت صفحة مهلة الجيش التى حددها فرصة لتوافق القوى السياسية!، لتبدأ مصر فى مجريات جديدة غير محسوبة نتائجها مع الأخذ فى الاعتبار ما نص عليه بيان قائد الجيش الذى أعلن فيه صراحة أن الجيش ينحاز انحيازًا كاملًا لإرادة الشعب!، ولم تأت سيرة «الشرعية» التى يتشدق بها النظام السياسى وأنصاره فى أى موضع من مواضع بيان السيسى!.
الواضح حتى الآن أن الجيش يعرف طريقه جيدًا وسط الخضم الذى تقبل عليه جماهير مصر من جانب، ودعاة حماية «الشرعية» التى يرونها بديلًا لشرعية إرادة الشعب!، وما هو واضح أكثر أن مصر سوف تشهد غدًا وما بعد الغد عصيانًا مدنيًا عامًا لن يلين فى مواجهة ضغوط للبعض الذى يريدها فرصة لترويع الناس وإفزاعهم!، فهؤلاء الذين سوف يقدمون على العنف عليهم أن يثقوا فى أن الجيش سوف يحمى الذين يجنحون للسلم، عاصفًا بالذين يعتدون على الأرواح والممتلكات!