رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إثيوبيا «تستثمر» حوار الهواء الوطنى!

إثيوبيا انتهزت فرصة جلسة الحوار الوطنى التي دعا إليها رئيس الجمهورية وأذيعت على الهواء. وما حفلت به الجلسة من «مساخر» معبرة عن بالغ الشطط الذى كشفت عنه أفكار المقترحين على الرئيس من جانب الحضور!، ثم كان عذر الجميع بعد ذلك أنه لم يكن يعلم أن الجلسة مذاعة على الهواء!،

أقول إن اثيوبيا انتهزت فرصة هذا الحوار وأفكاره ومقترحاته لتتخذه أخطر ذرائعها لاظهار تشددها وعنادها فى تصريحات رسمية وغير رسمية!، كأنها تصر علي أن يكون الحوار والتصريحات غير المسئولة فيه حجة على مصر «الرسمية»!، مع أن صحافة مصر حكومية وغير حكومية أهلكت الحوار وأشبعته نقدا وهجومًا يمس مؤسسة الرئاسة قبل المساس بالمشاركين!، وهذا الانتقاد الموجع للجلسة قد شكل رأيا عامًا مصريا فيما ورد بالجلسة كان علي إثيوبيا أن تنظر إليه بعين الاعتبار، والاحتمال وارد ـ بل هو السبيل الوحيد ـ لإجراء الحوار بين مصر وإثيوبيا والسودان حول بناء السد الذى أثار الأزمة!، لكن إثيوبيا حتى الآن تصر على «ذريعتها الذهبية» فى قطع الطرق على أى حوار قادم!، ومصر تتأهب لحملات على مختلف المستويات محتشدة لهذا الحوار الذى تراه الدولة ومختلف القوى الوطنية الجادة السبيل الوحيد للتوصل إلى حل مع إثيوبيا بمقتضى التزاماتها نحو من تقوم حياة شعوبهم وتقدمها على النهر العظيم، والذى هو فى حقيقة الأمر ليس ملكًا لأى دولة تدعى هذه الملكية الوهمية للنهر!، لكن التصريحات الرسمية الإثيوبية مازالت تتوالى بجنوح إثيوبيا إلى عدم التفاوض!، مشيرة إلى أنها تحسب حساباتها لما تسميه «تهديدات عسكرية مصرية» حملتها تصريحات غير مسئولة أدانتها مصر كلها قبل إثيوبيا وغير إثيوبيا!، التي أراها تنتهز ما ورد فى «الحوار الوطنى» انتهازًا مشينًا لا يليق بدولة جوار لمصر!، وتربطها بها أواصر افريقية تاريخية ينبغى أن تكون فى حسبان كل من يتصور أن تصرفاته النيلية بمعزل عن غيره من الجارات!.
وتلح إثيوبيا إلحاحاً غير مفهوم علي تنفيذ فكرة «عنتيبى» التي تقوم علي مراجعة حجم الأنصبة لدول حوض النيل بعيدًا عما سبق اقراره فى اتفاقيات مضمونة دوليًا!، وتصر إثيوبيا على ذلك فى الوقت الذى

تعاني فيه مصر من حاجة ملحة لزيادة نصيبها فى مياه النهر!، متطلعة إلي أن يؤخذ بعين الاعتبار الأفكار التي قررت علميًا إمكانية الاستفادة من مياه مهدرة تذهب إلى البحر الأحمر!، ويتأكد يومًا بعد يوم أن الدراسات الخاصة بإنشاء سد النهضة لا تنفى حتى الآن مخاطر لايستهان بها علي السودان ومصر!، وقد قرر بعض الخبراء أن التربة التي يقام عليها السد الإثيوبى يمكن أن تتفتت بفعل الشروخ التي تتعمق بقوة اندفاع المياه إلى خلف السد!، وبما ينذر بكارثة إثيوبية بيئية، وسودانية ومصرية بتعرض مساحات شاسعة من الأراضى للغرق!، وقد لفت نظرى فى الحوار الذى أجراه زميلنا عبدالوهاب شعبان مع الراهب سدراك الأنبا بيشوى ممثل الكنيسة الأرثوذكسية بإثيوبيا، والتي قال فيها إن دولة إثيوبيا تريد تنمية مواردها عبر إنشاء سد النهضة انطلاقًا من افتقادها لأى موارد أخرى فلما ذهب الأنبا فى حديثه مع الوفد إلي فكرة «الحل العسكرى» أكد أنها ليست صالحة علي الاطلاق، ولم ينس نيافته الإشارة إلي أن الدولة الإثيوبية «مدعومة من الجانب الأمريكى»!، ولقد لفتت نظرى هذه العبارة الأخيرة وكأن مصر قد أعلنت الحرب علي إثيوبيا!، ثم تدارك الأنبا قسوة العبارة فقال «من سيحارب من، هناك حرب أقوى هى حرب العلم والفكر، وإثيوبيا فى حاجة إلي العقول المصرية»، فإذا كان هذا هو المطلوب الوحيد، فما هى علاقة ذلك «بإثيوبيا المدعومة من أمريكا»!.