رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منابر المساجد لدعم سياسة الإخوان فقط!

تطوع خطيب مسجد رابعة العدوية في صلاة يوم الجمعة الماضي بافتتاحية عصماء عبّر فيها عن سخطه الشديد علي الثقافة والمثقفين!، الذين وصفهم الخطيب - وقد نقل التليفزيون وبثت الإذاعة خطبته - بأنهم قد «ضيعوا القدس»!، وأنهم «حيودوا البلد في داهية»!، وبعد أن انتهي الخطيب

من «افتتاحيته» السياسية التي لم ينس فيها الهجوم علي الإخوة المسيحيين وبناء الكنائس واستنكاره «للهجوم الفج من جانب المعارضين علي الرئيس بما يبتعد عن الاسلام وسماحته»، رأي الخطيب بعد أن انتهي من الخطبة أن يطلب من المصلين الانتظار للاستماع إلي كلمة وزير الثقافة علاء عبدالعزيز!، بما يمثل سابقة في تاريخ منابر المساجد عندما يعتليها وزير للتحدث والهجوم علي معارضيه!، وهكذا اختار وزير الثقافة أن يعبّر عما يراه في المثقفين الذين شاء أن يكون حديثه عن نفسه وآرائه في المثقفين منفردا بالمصلين في المسجد لم يكن الساحة التي يمكن فيها للوزير أن يكون طرفا في حوار مع المثقفين الذين اعتصموا في مكتبه يعبرون عن رفضهم توليه الوزارة وضرورة إقالته!، ولن يكون غريباً عندي بعد ذلك أن يلجأ الوزير إلي تعبئة بعض شرائط الكاسيت التي تحمل خطباً له تتوالي تباعا إيضاحا لمواقفه التي حشدت المثقفين ضده!، ويكون توزيع هذه الأشرطة ربما مجانا علي التجمعات التي تشهدها المساجد أو غيرها من أماكن الاحتشاد شريطة ألا يكون من بين جمهورها أي مثقف!، طالما بقي المثقفون في اعتصامهم بمقر الوزارة ومكتب الوزير ورفضهم لاستمراره وزيراً!، وأظن أن الوزير بهذه الترتيبات التي أعدت له ليكون المتحدث التالي لخطيب مسجد رابعة العدوية قد أضافت عندي للوزير اقتناعي بأنه قد اختار - كما أشرت في مقال سابق في نفس المكان - أن يدير المواجهة مع المثقفين لا بحجج وأسانيد لما ذهب إليه من تهديد ووعيد للمثقفين بإجراءات غليظة قادمة يقوم بها بعدما اتخذه فور اعلان تعيينه وزيراً للثقافة!، فالوزير بادر إلي تنظيم مظاهرات مضادة لمظاهرات الأغلبية الثقافية التي رأت أن تعيينه «إهانة لهم وللثقافة»!، ثم ها هو الوزير يذهب إلي المساجد ويعتلي منابرها في مبارزة كلامية هجومية هو طرفها الوحيد كأنه يحدث نفسه، إذ اختار جمهوره من المصلين الذين لا أظن أنهم يشاطرون الوزير خطيب المسجد في الهجوم علي الثقافة

والمثقفين!، وإن تفوق الخطيب علي الوزير بهجومه علي بناء الكنائس والإخوة المسيحيين!.
وعندما أدي رئيس الجمهورية صلاة الجمعة ذاتها في مسجد القدس بالتجمع الخامس، كان الخطيب هو وكيل وزارة الأوقاف، الذي بشر المصلين بأن هناك الخير العميم الذي ينتظر مصر والمصريين، وقال الخطيب وكيل وزارة الأوقاف: «أقول للشعب المصري إن البركات ستحل علي الجميع ولن تضيع مصر بإذن الله»، إلي هنا وتبشير الخطيب المصلين بالخير الذي يراه بشري تليق بجلال مناسبة ذكري الإسراء والمعراج، ولكن الخطيب انتفض مهاجما الذين يتظاهرون ضد الرئيس، وفيهم عدد من خريجي الجامعات ومصابي الثورة، تظاهروا عند بيت الرئيس، وإذا بالخطيب يعرج علي دعوات إسقاط الرئيس يوم 30 يونيو القادم: «ليست هذه هي المرة الأولي التي يدعون فيها للتظاهر ضد الرئيس، وهذه التظاهرات ليست احتراما للصندوق الذي أتي بالرئيس، وعليهم احترامه، واحترام آليات الديمقراطية، وستفشل كما فشل من سبقهم»، ونحن في هذين الموقفين لخطيبي مسجدي «القدس» و«رابعة العدوية» أمام موقفين متناقضين لوزارة الأوقاف!، فالوزارة بادرت إلي إقالة خطيب مسجد عمر مكرم عندما اتهمته بأنه قد حول المسجد «إلي منبر سياسي»!، فهل ما جري في «القدس» و«رابعة العدوية» يوم الجمعة الماضي سياسة أم غير ذلك!، وهل لا يستحق كل موقف منهما علي حدة مؤاخذة خطيب «رابعة» وخطيب «القدس» علي إقحامهما دعم وزير الثقافة الذي يرفضه المثقفون!، ثم الحكم المسبق من جانب خطيب «القدس» بفشل حشد الجماهير ضد الرئيس!، وها نحن نلفت أنظار وزير الأوقاف إلي ذلك!