رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجيش صاحب الفضل الوحيد

كشف زميلنا الشاب عبد الوهاب شعبان في الحوار الماهر الذي أداره في سيناء مع الشيخ محمد عدلي الوسيط الرئيسي الذي أدار المفاوضات مع الجيش المصري، والتي أسفرت عن إطلاق سراح جنودنا المخطوفين السبعة وعودتهم سالمين، عن أن الجيش الذي تحركت قواته إلي سيناء قد بينت تحركاته الجادة للخاطفين أنهم في حالة احتفاظهم بالمخطوفين وإصرارهم علي

شروطهم اللامعقولة سوف يكونون أمام معركة دامية خوضها ليس في صالحهم!، وأن هذه المعركة لن تكون لها ثمرة لصالحهم غير صفر كبير، مهما كانت التضحيات التي يمكن أن يكون الخاطفون أول ضحاياها!، وأمام قوات أحكمت تدابيرها لتعرف أن أولويات مهامها انقاذ ابنائنا المختطفين، فالحوار يسجل أول ما يسجل أن الاتصال بقوات الجيش قد بدأ من الخاطفين أولاً، وعبر وسيط يمكن له إبلاغ رسالتهم إلي قوات الجيش باستعدادهم لترك المخطوفين دون قيد أو شرط!، اللهم إلا المطلب الوحيد لهم بأن يتوقف الطيران الحربي المصري عن التحليق المستمر فوق رؤوسهم وقد أصبحت مواقعهم مكشوفة للجيش!، ويسجل الحوار كذلك أن قائد الجيش الثاني الذي تولي العملية برمتها كان علي حكمة بالغة عندما تلقي رسالة الخاطفين عبر الوسيط، فرأي بصواب نظرته أنه إذا كان الهدف إنقاذ المخطوفين مع عدم إراقة دماء يمكن أن يكون مقبولا خاصة إذا كان للجيش المهام التي حددها لعمليته في سيناء وإنقاذ ابنائنا هي مجرد الجزء الأول منها، وكانت عملية العثور علي الجنود السبعة في النقطة المحددة التي تم الاتفاق عليها مع الجيش عبر الوسيط، وفي هذه النقطة وحدها فإنه لابد من تسجيل تقدير فائق للقائد الذي أدار الازمة ومفاوضاتها باقتدار وصبر دؤوب لم يسمح بتلاعب أو مناورات من الخاطفين!.
ومازلت عند رأيي في أن ناصحا رشيداً لا شك كان وراء مسارعة الخاطفين إلي التخلي عن المخطوفين!، والأهم تخليهم عن شروط متشددة بدت لمن تابعها وكأنهم في مركز تفاوض قوي يتيح لهم ذلك!، بل ويتيح لهم تصوير شريط الفيديو الذي بثته قنوات فضائية، وفيه جاءت إملاءاتهم علي المخطوفين لكي ينطقوا بمناشدتهم

لرئيس الجمهورية الافراج عن المجرمين الذين سبق الحكم عليهم حتي يمكن اطلاق سراحهم مقابل ذلك!، وهذا التخلي المفاجئ من أقصي درجات التشدد إلي مجرد الحصول علي أمانهم الشخصي دون معركة!، والمعني الوحيد لذلك أنهم لم يجدوا مفراً من الاتصال المباشر بالجيش المصري عبر وسيط يثقون به، ويمكن للجيش أن يثق بوساطته كذلك، مما نفي الكثير من الاجتهادات التي كانت مضحكة في بعضها من أن دولة الإخوان قد سعت لسبك هذه «التمثيلية» لإلهاء الشعب عن معاناته ومتاعبه في ظل حكم الإخوان!، الذين أفاد الوسيط الذي تحدث إلي «الوفد» بأنهم لا علاقة لهم بموضوع المفاوضات التي جرت من قريب أو بعيد!، وأنهم بلا أي دور في سير المفاوضات مع الخاطفين التي انتهت عبره  - أي وسيط - إلي نتيجتها المعروفة!، وإنما ذكر الوسيط للوفد أن الخاطفين كان مطلبهم محددا في ألا تحدث «المواجهة الدامية» وسيتركون الجنود السبعة سالمين!، وقد حرص الوسيط في حديثه إلي الوفد علي أن يكون حريصاً في إجاباته عن استفسارات زميلنا «عبد الوهاب شعبان» الذي احترم حرص الرجل وحقه في الحذر، ذلك أن هناك تفاصيل لا يجوز الإعلان عنها إلا إذا شاء الجيش المصري إعلانها وهو الذي يملك وحده ذلك، لأنه الطرف الأصيل الذي أدار الأزمة مع الخاطفين والوسيط، وليبدأ الجيش بعد ذلك في مهامه بسيناء.