يالها من «تمثيلية» لا يقبلها عقل!
لا يقول لنا أحد ما هو «الثمن» الذي دفعته مصر - دولة وجيشا - مقدما لخاطفي الجنود السبعة حتي يتركوهم أحراراً في الطريق الذي أمكن التقاطهم منه!، وإذا كانت المفاوضات بين الدولة والجيش المصري والأجهزة الأمنية المصرية من جانب، ومعهم الوسطاء
الذين لا نعرفهم حتي الآن قد تعثرت قبل تخلي الخاطفين عن الجنود المخطوفين مما جعل الجيش المصري يعلن عن نفاد صبره!، لتتحرك قوات الجيش باحتشاد مكثف إلي سيناء!، ومن قبل ذلك عبر الخاطفون عن استعلائهم والايحاء بأنهم إذا كانوا يتفاوضون من مركز قوة عبّر عنها شريط الفيديو للجنود المختطفين يناشدون رئيس الدولة القبول بشروط الخاطفين أولاً لكي يفرج الخاطفون عنهم بما حمله هذا من مهانة للمصريين جميعاً، فما الذي كان يجعل من المركز التفاوض للدولة والجيش بالغ الضعف إلي هذا الحد الذي بدا من استعراض الخاطفين وتشبثهم بشروطهم التي يعلمون أنها غير مقبولة!، فما الذي حدث لكي تكتمل هذه «التمثيلية»التي رآها البعض كذلك لا تخرج عن كونها من بدايتها إلي نهايتها غير عملية درامية مصطنعة غير محبوكة الصنع!، وأن السلطة السياسية هي الغانم الوحيد فيها وقد أصبحت شعبيتها آخذة في التقلص!، فإذا بهذه «التمثيلية» وذروتها عودة المخطوفين واستقبال رئيس الدولة ورئيس وزرائه وقائد الجيش ووزير الداخلية لهم.. إذا بهذه التمثيلية يؤدي إخراجها وسوء حبكتها وتأليفها إلي استرداد الرئيس ونظامه بعض الشعبية التي فقدها بين الناس بممارساته!
حقا كم هي تمثيلية باهظة التكاليف!، والعقل لا يقبلها لسبب بسيط أن من أهم أطرافها الجيش المصري!، الذي خرجت قواته صوب سيناء في عملية وضح لي وهذا ما كتبته قبل نهاية «التمثيلية» أنها عملية غير محدودة!، أي أنها ليست فقط لانقاذ أبنائنا من أيدي الخاطفين، إنما هي عملية - كما رأيتها - قد استعد بها الجيش لتحرير سيناء من الجماعات الارهابية المتطرفة التي تصورت أن سيناء خير ملاذ لها، تنفذ منها وعلي أرضها أعمالاً إجرامية تتابعت في ظل فراغ أمني واضح!، مرات ومرات تضرب أنابيب الغاز في هدف واضح من الإضرار لا باقتصاد مصر فقط بل وكسر هيبة الجيش أولاً في مسلسل تقويض الدولة!، ثم كانت الجريمة الشنعاء بإطلاق النار علي جنودنا في رفح وهم يتناولون إفطارهم