رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يالها من «تمثيلية» لا يقبلها عقل!

لا يقول لنا أحد ما هو «الثمن» الذي دفعته مصر - دولة وجيشا - مقدما لخاطفي الجنود السبعة حتي يتركوهم أحراراً في الطريق الذي أمكن التقاطهم منه!، وإذا كانت المفاوضات بين الدولة والجيش المصري والأجهزة الأمنية المصرية من جانب، ومعهم الوسطاء

الذين لا نعرفهم حتي الآن قد تعثرت قبل تخلي الخاطفين عن الجنود المخطوفين مما جعل الجيش المصري يعلن عن نفاد صبره!، لتتحرك قوات الجيش باحتشاد مكثف إلي سيناء!، ومن قبل ذلك عبر الخاطفون عن استعلائهم والايحاء بأنهم إذا كانوا يتفاوضون من مركز قوة عبّر عنها شريط الفيديو للجنود المختطفين يناشدون رئيس الدولة القبول بشروط الخاطفين أولاً لكي يفرج الخاطفون عنهم بما حمله هذا من مهانة للمصريين جميعاً، فما الذي كان يجعل من المركز التفاوض للدولة والجيش بالغ الضعف إلي هذا الحد الذي بدا من استعراض الخاطفين وتشبثهم بشروطهم التي يعلمون أنها غير مقبولة!، فما الذي حدث لكي تكتمل هذه «التمثيلية»التي رآها البعض كذلك لا تخرج عن كونها من بدايتها إلي نهايتها غير عملية درامية مصطنعة غير محبوكة الصنع!، وأن السلطة السياسية هي الغانم الوحيد فيها وقد أصبحت شعبيتها آخذة في التقلص!، فإذا بهذه «التمثيلية» وذروتها عودة المخطوفين واستقبال رئيس الدولة ورئيس وزرائه وقائد الجيش ووزير الداخلية لهم.. إذا بهذه التمثيلية يؤدي إخراجها وسوء حبكتها وتأليفها إلي استرداد الرئيس ونظامه بعض الشعبية التي فقدها بين الناس بممارساته!
حقا كم هي تمثيلية باهظة التكاليف!، والعقل لا يقبلها لسبب بسيط أن من أهم أطرافها الجيش المصري!، الذي خرجت قواته صوب سيناء في عملية وضح لي وهذا ما كتبته قبل نهاية «التمثيلية» أنها عملية غير محدودة!، أي أنها ليست فقط لانقاذ أبنائنا من أيدي الخاطفين، إنما هي عملية  - كما رأيتها - قد استعد بها الجيش لتحرير سيناء من الجماعات الارهابية المتطرفة التي تصورت أن سيناء خير ملاذ لها، تنفذ منها وعلي أرضها أعمالاً إجرامية تتابعت في ظل فراغ أمني واضح!، مرات ومرات تضرب أنابيب الغاز في هدف واضح من الإضرار لا باقتصاد مصر فقط بل وكسر هيبة الجيش أولاً في مسلسل تقويض الدولة!، ثم كانت الجريمة الشنعاء بإطلاق النار علي جنودنا في رفح وهم يتناولون إفطارهم

في رمضان الماضي!، ثم.. وهذا هو الأخطر ألا يعرف للجناة سبيل يمكن معه الإمساك بهم ومواجهتهم ومن وراءهم!، ثم كان خطف الجنود والضباط المصريين الذين يقال إنهم مازالوا أسري في غزة التي تحكمها حماس!، ولا أشك في أن جيش مصر كان يتهيأ لتدابير تتيح لقواته السيطرة علي الواقع الأمني علي أرض سيناء، ولم يكن تحرك الجيش إليها بعد اختطاف الجنود السبعة غير الإيذان بأن قواتنا قد ذهبت إلي سيناء لتبقي!، وهو ما وضح من تصريحات القادة العسكريين الذين أكدوا أن القوات هناك لا حدود لعملياتها!، وقد كتبت أن رسالة قذ ذهبت إلي الخاطفين من ناصح رشيد بأن عليهم التخلي عن الاحتفاظ بالجنود المخطوفين فوراً!، وأن عليهم أن ينفضوا للنجاة بأنفسهم رغم أنهم قد أذعنوا لذلك وهم يعرفون أن مخابرات الجيش قد توصلت إلي أدق التفاصيل بشأنهم!، إنني لا أريد التحدث فيما يختص بتكاليف هذه العملية العسكرية للجيش فهي بالتأكيد باهظة!، ثم هي عملية ليست بالسهلة علي الصعيد السياسي لارتباطنا باتفاقيات ومعاهدات مع إسرائيل بضمانات أمريكية تحدد - بل وتحد - من إرادة مصر في تحريك قواتها العسكرية وأعدادها عند نقاط محددة في سيناء!، وقد ذكرت قناة النيل المصرية التليفزيونية أن ما يعرقل تنمية سيناء ما نصت عليه اتفاقية كامب ديفيد التي لابد لها من تعديلات تجري بشأنها مفاوضات مصرية إسرائيلية امريكية!، كما تعرقل مشكلة المياه هذه التنمية!، ويالها بعد كل ذلك «تمثيلية» لا يقبلها عقل!.