عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل تطوى صفحة إرهاب سيناء؟

تخلص الخاطفون من الجنود المخطوفين وتركهم للعثور عليهم أحياء كان الاختيار الإجباري الوحيد أمام الخاطفين، رغم كل التشدد الذي ظهروا به في مساومتهم وشروطهم للإفراج

عن المخطوفين، وقد جاءت عملية التخلي من جانب الخاطفين ثمرة حقيقية لما اتخذه الجيش من التأهب والاستعداد لخوض معركة تحرير الرهائن أحياء بقدر إحكام تدبير الجيش للعملية التي ذكرت في مقالي أمس، أنها فاتحة لعملية كبري تهدف إلي تحرير سيناء من أوكار الإرهابيين الذين عاثوا فساداً في سيناء، فلولا تحرك الجيش بالكثافة في القوات والدفع بمعداته العسكرية الثقيلة ونوعيات السلاح والأفراد المدربين علي القيام بالعمليات الخاصة لما كانت «الرسالة» قد وصلت إلي الأطراف الداعمة لعملية اختطاف الجنود!، إذا أدرك هؤلاء أن احتفاظ الخاطفين بالمخطوفين لأكثر مما مضي من الوقت سيعني فتح أبواب جحيم يشمل سيناء كلها، وبما ينفي أن احتشاد الجيش كان لعملية محدودة في الحجم والخطورة بمعزل عما أصبحت عليه سيناء المصرية لحاضنة حالية للإرهاب الذي بات يهدد البلاد ويهدف إلي كسر الدولة وجيشها، وكان لابد أن يدرك الذين خطفوا الجنود والذين يتعاطفون معهم أن العملية لن تكون قاصرة علي تحرير الجنود فقط، وأن الأمر قد ترك برمته لجيش مصر الذي أصبح أمام واجباته الأصيلة المدعومة بسند شعبي كاسح لم يترك للصبر طاقة!، وإذا كان الابتهاج الشعبي والرسمي يملؤنا وأبناؤنا قد عادوا إلينا، فإن هذا لا يدفعنا بالطبع إلي تصور أن العملية بهذه النتيجة قد انتهت، بل هي في ظني قد بدأت ليواصل جيشنا أداء واجبه في تطهير سيناء ببقاء درس الجيش المصري ماثلاً في عيون الذين استهتروا بمصر وجيشها بوهم أنه يمكنهم مواصلة جرائمهم كلما أرادوا ذلك!
ولقد تحرر جنودنا من مهانة الاختطاف دون إطلاق طلقة واحدة، وقنع الخاطفون بجبنهم الذي أعانهم علي الفرار بنصيحة من عاقل رشيد من أهل سيناء أكدت لهم أن الأمر لم يتسع لمفاوضات، مع جيش عازم علي خوض المعركة معهم حتي تمتد بعد تحرير الجنود إلي كل بؤر النشاط الإرهابي في سيناء!، فكان إطلاقهم لسراح الجنود دون قيد أو شرط، ويظل الشعب علي

ثقته الكاملة في قواته المسلحة، التي لم يكن يمكنها أن تدع مقدرات البلاد تنهار أمامها بتحول مصر إلي رهينة في أيدي عصابات جاهلة مجرمة، وبعد أن أشاع حادث اختطاف الجنود في البلاد حالة من الإحباط واليأس بكل ما يحمله الحادث من مهانة لكل المصريين، بل اعتقد البعض منا أن «الدور المنتظر للجيش إذا ما تعقدت الأمور وساءت» قد حان وقته بانفجار حادث الاختطاف!، فلما أخذ الجيش بعض الوقت ليتدبر ويخطط لدوره المنتظر!، كانت أحاسيس البعض ومشاعره أن هناك ضغوطاً علي الجيش في الداخل والخارج تعرقل قيامه بدوره!، ولم تكن هذه المشاعر غير تعبير عن توحد الناس وإجماعهم علي أن الحق الأصيل للشعب التوجه إلي الجيش ليعيد لمصر هيبتها التي اجترأت عليها العصابات!، ومع اقتناع الناس بأن جيش مصر لن يسمح لهذه العصابات بابتزاز السلطات في مصر!، ولا يعرف الجيش الخضوع بدوره لأي ابتزاز، حيث هو المنوط وحده بالدور المرسوم له والمفوض به من كل الشعب!، ولن يكون حادث الاختطاف وما انتهي إليه غير درس بليغ للذين استهتروا وسخروا من عجز وشلل بدا منه أن قوانا قد خارت، وقد يكون هناك ما شجع علي علو هذه الموجة أمام عصابات إرهاب أعلنت التحدي لكل السلطات، لكن الجيش - كما رأينا - كان علي استعداد لقبول التحدي الذي أراه الإيذان بأن صفحة عصابات سيناء قد طويت!