عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«مصادفة» اكتشاف جريمة بمتحف الفن الإسلامي!

ذكرت صحيفة «الأهرام» في صفحتها الأولي يوم الخميس الماضي خبراً يفيد بأن «المصادفة» وحدها كانت وراء اكتشاف اختفاء سبع قطع أثرية لا تقدر بثمن من مقتنيات متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وقد تم الاكتشاف للاختفاء خلال إنهاء إجراءات إحالة أمين مخزن إلي المعاش، ومراجعة العهدة الموجودة في ذمته!،

وكان الخبر محدداً مفصلا فأوضح أن القطع المختفية عبارة عن «تمثال نحاس علي شكل طائر، مبخرة نحاسية، ومفتاح عليه زخارف، وعلبة حديدية، وإناء نحاس، واسطرلاب من النحاس، وعلبة نحاسية»، وطبقاً لما يجري عليه العمل في مثل هذه الجرائم في المجلس الأعلي للآثار، تقرر تشكيل لجنة لجرد المخزن، حتي يمكن التأكد من عدم ضياع قطع أخري، تمت إحالة الواقعة إلي النيابة الإدارية للتحقيق في ملابساتها، وقد برر مدير متحف الفن الإسلامي الحادث «باحتمال أن تكون عمليات تخزين القطع أو نقلها في أثناء تطوير المتحف قد تسببت في فقدانها، موضحاً أن «عهدة أمناء المخازن تمتد لسنوات طويلة»!، ثم أشار إلي أن «الجهات المعنية لن تتهاون في مواجهة المخالفات، وأن الأمر الآن بين يدي النيابة لتحديد المسئول عن اختفاء القطع، وأنه يتم حالياً جرد جميع المخازن»!.
وبمجرد أن طالعت الخبر المنشور بعناية احترت فيما أبدأ به تعليقي علي هذه الجريمة «التي لم يكن نصيبها من الاهتمام» غير ما أشار إليه مدير المتحف الإسلامي!، فكان لابد أن يأتي في مقدمة التعليق عندي ما اعترف به المدير بأن «عهدة أمناء المخازن تمتد لسنوات طويلة!، فأمين العهدة الذي كانت في ذمته وعهدته القطع السبع التي اختفت، ضمن ما لديه من مفردات أصناف عهدته - لم يكن قد اعتاد - فيما يبدو - علي أن تقوم إدارة المتحف بجرد ما لديه من العهدة في مواعيد سنوية للجرد!، أو أن الجرد الدوري - أيا ما كانت مواعيده - قد عرف الطريق إلي عهدته! فلما حانت ساعة إحالته إلي المعاش، كان لابد أن تجرد عهدته ليكتشف اختفاء القطع «بالمصادفة» وحدها!، وقد ظلت عهدة الرجل في ذمته مصانة «وهي ناقصة» دون أن تعرف إدارة المتحف بواقعة الاختفاء!، وقد يكون من تقاليد المتحف

أن يتم إجراء جرد «علي الورق» لموجودات المتحف في طمأنينة إلي أن ما علي الورق موجود في ذمم الأمناء أرباب العهدة!، ويبقي أن نظام الجرد المعمول به في المتحف لا يكشف عن الموجود الفعلي من المقتنيات إلا «بالمصادفة»، مثل التي أدت إلي اكتشاف القطع التي اختفت!، ثم يأتي «الاحتمال» الذي برر به مدير المتحف اختفاء القطع بأنه «ربما حدث أثناء عمليات تخزين القطع أو نقلها أثناء عملية تطوير المتحف»!، لكنني أتساءل عن كيف تمت هذه العملية الخاصة بالتخزين والنقل للموجودات قبل حدوثها وبعد انتهاء عملية التطوير التي عادت بعدها موجودات المتحف إلي مكانها!، أم كان النقل والتخزين «كيفما اتفق» ما دامت الأوراق الخاصة بعهدة الأمناء تثبته!، وهل هذا أسلوب التعامل مع نفائس أشهر المتاحف في مصر وتفرده في مقتنيات الفن الإسلامي!، ثم يذكر مدير المتحف أنه بعد إحالة الواقعة إلي النيابة الإدارية لتحقق مع المسئول عن القطع الأمين المحال إلي المعاش، يذكر مدير المتحف لكي نطمئن، أنه تجري حالياً عمليات جرد لجميع المخازن!، فهل يكون الجرد هذه المرة لعهدة أمناء مخازن متحف الفن الإسلامي كلهم فاتحة عهد جديد لئلا يبقي أمناء المخازن في مواقعهم طيلة سنوات خدمتهم حتي الإحالة للمعاش!، حتي لا تأتي المصادفات مستقبلاً باكتشاف جرائم أكبر وأعظم!، خاصة أن جهات حكومية كثيرة لا تبقي علي أرباب العهدة أمناء المخازن والخزائن دون تغيير!، وحتي المعاش!.