عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إنذار البابا لكل العابثين!

 

استوقفتني عبارة في بيان البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي وجهه إلي »أبنائه« المعتصمين المصرين علي الاعتصام عند ماسبيرو، الذي طالبهم فيه بفض الاعتصام فوراً.. قال قداسة البابا ضمن ما قاله: »ما حدث في ماسبيرو لا يرضي أحداً، وصبر الحُكام قد نفد، وأنتم الخاسرون إذا استمر اعتصامكم«.. فهكذا أسعفت قداسة البابا حكمته البليغة وهو يقول »لقد نفد صبر الحُكام، وأنتم الخاسرون إذا استمر اعتصامكم«، وهي عبارة لا أظن أنها قد وجهها البابا إلي الأقباط المعتصمين عند ماسبيرو فقط!، وإنما استشعرت أنها كلمات يتوجه بها البابا إلي كافة جموع المصريين الذين أصبحت ثورة 25 يناير ملهمة لهم - لا في العمل والإنجاز حتي لا ينهار الوطن - بل تلهمهم حتي الآن في التظاهر والاعتصام استجابة لظاهرة بلطجة لم تعرفها مصر من قبل!، ولربما يتصور المعتصمون »أقباطاً وغير أقباط« أن حالة الانفلات الأمني تعني أن الدولة عاجزة عن وضع الأمور في نصابها ووقف كل من شاء العبث عند حده!، وقد شاهدت علي شاشات التليفزيون بعضاً من الإخوة الأقباط الذين يصرون علي اعتصامهم وهم يتحدثون عن قداسة البابا من حيث أن أوامره بفض اعتصامهم فوراً »علي العين والرأس« ولكن هذه التعليمات صادرة من الرئيس الديني الروحي للأقباط!، ولكن اعتصامهم - طبقاً لما ذكروه - هو أمر سياسي بحت!، وأنه خاص بالتوصل إلي تحقيق مطالب سياسية ناجزة لابد منها فوراً!، والذين روجوا لفكرة أن البابا شنودة هو »رئيس ديني فقط« يتجاهلون الدور البارز الذي يبدو عند كل محنة من العيارات المختلفة والبابا

يبديه من وجهة نظر تفهم وتتفهم كل ما يتصوره هؤلاء من الأمور السياسية فقط!، والتي لا شأن للبابا بها!

حقاً لقد نفد صبر الحكام كما يدرك البابا بقياساته التي تعرف الحكمة من ضرورة الفصل بين »ضغط محسوب«، وبين ضغط يؤدي إلي خلخلة كيان الدولة، وهو يدرك بنظرته الثاقبة أن هذا الضغط الذي يلعب بكيان مصر الدولة لن يدوم صبر الحكام - أي الدولة - عليه طويلاً!، ثم يندد البابا - الذي بدا المعتصمون وكأنهم لا يبالون حتي بأوامر وتحذيرات درة الكيان القبطي المصري - بأنهم لو استمر اعتصامهم فهم الذين يخسرون في النهاية!، وهذا قول صائب مائة في المائة! لأن هؤلاء وغيرهم ممن يراهنون علي الاستقواء بالخارج، أو عجز من الدولة في الداخل إنما هم سيدفعون الثمن الذي بات عليهم دفعه وقد بدأ ذلك في دفعة أولي من اشتباك بين قوات  الأمن وهؤلاء الذين لا يبالون بما طلبه قداسة البابا ولا بما تقتضيه المصالح العليا للوطن الذي انتصرت ثورته من أجل جميع مواطني مصر!