رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اضربوا.. من أجل مصر

 

ليس الذين انتفعوا بحكم مبارك الذي امتد لثلاثين عاماً وانتفع بهم مبارك أيضاً هم هذه القلة التي أصبحت في السجون والحبس والإقامات المحددة تتداولهم التحقيقات والمحاكمات تحرياً عن الأموال التي نهبتها عناصر هذا الحكم وأشياعه من أموال مصر.. ليست هذه القلة هي كل الجناة والمجرمين الذين مازالوا طلقاء.. وإنما لابد أن نعترف بأن حكم مبارك لكي يستقر فساده ويستمر كان لابد له من قاعدة بدأت محدودة ثم أخذت تتمدد وتتسع يوماً بعد يوم بحيث أصبحت قاعدة عريضة بالفعل، تمسك عناصرها بكل شرايين الحياة المصرية وبمقدورها أن تشل هذه الحياة وتعكرها بالعنف والانقسام الذي تملك إمكانياته قاعدة الفساد العريضة!! وهي علي استعداد لاستخدام أساليب العنف والترويع المختلفة مع القتال بمختلف الأسلحة دفاعاً عن مصالحها، التي باتت مهددة بثورة التغيير الذي ظلت هذه القاعدة العريضة الفاسدة تقاومه خلال حقبة الثلاثين عاماً من حكم مبارك وطغمته! فإذا افترضنا أن هذه القاعدة المنتفعة بحكم مبارك هي التي تصنع الآن الأحداث المصرية المروعة لكل المصريين، التي تشمل الحواضر والمدن منطلقة إلي الأقاليم مفتعلة القلاقل والتوترات التي تحولت من توقف الأعمال والتفرغ للاعتصام والاحتجاج إلي التدمير والحرق والقتل وسبيلها إلي ذلك »الكنز الطائفي« الذي وقعت عليه حقبة النظام الساقط من قبل لإلهاء المصريين بين الحين والحين بواقعة مروعة هنا وهناك، هذا هو السبيل الحالي لما يسمونه »الثورة المضادة« أو »فلول الحزب الوطني المنحل« والتسميات الأخري التي لا تأتي بأي جديد سوي أن مصر الثورة لن تعرف الاستقرار إلا بعد عودة مصر إلي سابق عهدها من الفساد الذي »هد حيلها« بدون مبالغة!

وهذه القاعدة الفاسدة الطليقة حتي الآن هي التي تصنع وتخطط هذا الانفلات الأمني وغيره من أنواع الارتباكات التي تربك السلطة القائمة في مصر بعد ثورتها بحيث تبدو هذه السلطة عاجزة وضعيفة في عيون أغلبية المصريين البسطاء، وكلما اشتدت وتكررت عوامل »تحلل الدولة« وغيابها وتحول البلاد

إلي أنحاء مستباحة كان الاستقرار الوهمي الذي كانت عليه مصر ما قبل الثورة يجعل حكم الطغمة الساقطة، الأمن والأمان الذي غاب خلال الشهور الماضية فأصبح المواطن البسيط ينقم علي أيامه الحالية التي لا يشعر فيها بأمن أو أمان أو استقرار! وقد شاهدت بنفسي علي شاشة إحدي الفضائيات المواطن الذي يصرخ: »كرهنا الثورة.. مبارك واللي معاه كانوا حرامية.. بس كانوا بيحمونا«!! وكنت أؤكد لبعض الناقمين أن المجلس العسكري وحكومة عصام شرف يعالجان الأمر بحكمة دون قسوة أو عنف مما يقتضيه ما يروعنا هذه الأيام، ربما لأن المجلس والحكومة يريان أن الشعب ظل جريحاً علي حد قول عصام شرف، وأن القوة والعنف في مواجهة الأحداث المروعة ما تأباه حالياً نفوس المصريين من طول ما عانوه من القهر والعنف!، وكنت أطرح هذا التفسير الذي لم يكن يشفي غليل من يدور الحديث معهم، الآن أقول للمجلس العسكري والحكومة القائمة وحتي القادمة: لابد من التخلي عن الحلم والصبر الذي تحليتم به منذ قيام الثورة.. بل لابد من الردع وأقصي الشدة في مواجهة الذين يحاولون القضاء علي الثورة والعودة بمصر - كما كانت - إلي عش للفساد، اضربوا دونما اعتبار إلا لمصلحة هذا الوطن الذي نسعي إليه قوياً عفياً آمناً ينعم بالاستقرار.