اضربوا.. من أجل مصر
ليس الذين انتفعوا بحكم مبارك الذي امتد لثلاثين عاماً وانتفع بهم مبارك أيضاً هم هذه القلة التي أصبحت في السجون والحبس والإقامات المحددة تتداولهم التحقيقات والمحاكمات تحرياً عن الأموال التي نهبتها عناصر هذا الحكم وأشياعه من أموال مصر.. ليست هذه القلة هي كل الجناة والمجرمين الذين مازالوا طلقاء.. وإنما لابد أن نعترف بأن حكم مبارك لكي يستقر فساده ويستمر كان لابد له من قاعدة بدأت محدودة ثم أخذت تتمدد وتتسع يوماً بعد يوم بحيث أصبحت قاعدة عريضة بالفعل، تمسك عناصرها بكل شرايين الحياة المصرية وبمقدورها أن تشل هذه الحياة وتعكرها بالعنف والانقسام الذي تملك إمكانياته قاعدة الفساد العريضة!! وهي علي استعداد لاستخدام أساليب العنف والترويع المختلفة مع القتال بمختلف الأسلحة دفاعاً عن مصالحها، التي باتت مهددة بثورة التغيير الذي ظلت هذه القاعدة العريضة الفاسدة تقاومه خلال حقبة الثلاثين عاماً من حكم مبارك وطغمته! فإذا افترضنا أن هذه القاعدة المنتفعة بحكم مبارك هي التي تصنع الآن الأحداث المصرية المروعة لكل المصريين، التي تشمل الحواضر والمدن منطلقة إلي الأقاليم مفتعلة القلاقل والتوترات التي تحولت من توقف الأعمال والتفرغ للاعتصام والاحتجاج إلي التدمير والحرق والقتل وسبيلها إلي ذلك »الكنز الطائفي« الذي وقعت عليه حقبة النظام الساقط من قبل لإلهاء المصريين بين الحين والحين بواقعة مروعة هنا وهناك، هذا هو السبيل الحالي لما يسمونه »الثورة المضادة« أو »فلول الحزب الوطني المنحل« والتسميات الأخري التي لا تأتي بأي جديد سوي أن مصر الثورة لن تعرف الاستقرار إلا بعد عودة مصر إلي سابق عهدها من الفساد الذي »هد حيلها« بدون مبالغة!
وهذه القاعدة الفاسدة الطليقة حتي الآن هي التي تصنع وتخطط هذا الانفلات الأمني وغيره من أنواع الارتباكات التي تربك السلطة القائمة في مصر بعد ثورتها بحيث تبدو هذه السلطة عاجزة وضعيفة في عيون أغلبية المصريين البسطاء، وكلما اشتدت وتكررت عوامل »تحلل الدولة« وغيابها وتحول البلاد