رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أين ذهبت شرطة مصر؟!

شهور مرت علي ثورة 25 يناير والشعب المصري طوال هذه المدة يبحث عن رجال شرطته فلا يجدهم!، ومازالت مهزلة اختفاء رجال الشرطة تعبر بصدق عن واقع الحال الذي يؤكد للمواطنين أن الوعود بقرب تواجد رجال الشرطة لحفظ أمن المباني والناس مجرد وعد معطل عن الوفاء به! فإذا ما ظهر النذر اليسير من الأعداد المعتادة للظهور في حياة الناس، فإن هذا الظهور قد أصبح مجرد اثبات حضور لمن يظهرون!، وهم اصبحوا في حالة من يشاركون الناس الفرجة علي الحوادث التي يتعرض لها الافراد في الشوارع وحتي في المساكن!، وقطع الطرق علنا علي الناس!، أما أقسام الشرطة فإن من فيها لا يفضلون الحركة والانتقال من كراسيهم الي حيث يستدعي الامر ذلك بالبلاغات!، حتي شرطة المرور التي كانت تزحم الشوارع للجباية من أموال الناس بالحق وبالباطل اختفت هي الأخري بعد أن توقف الناس عن الاستجابة لابتزازها، خاصة وأن تحصيل الغرامات الفورية قد توقف مما أغلق الباب امام المساومات، وكان من الطبيعي وأبسط فاعليات الوجود الشرطي المحدود قد اصبحت مفقودة أن تتساءل الناس أين اختفت الشرطة، ومتي تعود الي سابق وجودها من التيه الذي ذهبت إليه، وكان افتقاد الأمن والأمان يبدو أمام كل ذي عينين، والوعود تتكرر بأن كل آت قريب، وأن الناس تعيش - بإذن الله - حتي تكتحل العيون بوجود الشرطة - قريباً إن شاء الله - حضورا وفعلاً وأثراً، لأن الانفلات قد طال بل اصبح مغرياً لأصحاب النزعات الإجرامية أصيلة وعارضة!

خاصة وأن الناس كانوا ما قبل الثورة يلحظون أن اعداد عناصر الشرطة في الشوارع والأقسام وسياراتهم تزرع الطرق بسبب وغير سبب، وكانت الرتب الكبيرة لا تفوت فرصة للظهور خاصة

عند المواكب والتشريفات!، بل كان عدد من حملة الرتب كثيراً ما يقفون عند طريق أغلقوه بأفراد حتي يمر رئيس الوزراء ووزير الداخلية في موكبيهما بحيث تضيق الناس بانتظار الفرج والافراج عنهم!، بعد ايقافهم عمدا لأي فترة من الوقت يراها المنظمون لموكب الرجلين!، ولتراجعوا ماذا كان يحدث - مثلاً - عند المحور والمنازل المؤدية الي ميدان لبنان وهذا مجرد مثال فقط أكرر!، ثم سرعان ما ينصرف اصحاب الرتب بعد مرور الموكبين الي حيث يقصدون بتكليف للإشراف علي تشريفة اخري!، وقد تكون هذه المرة لمرور الرئيس السابق وحرمه او فرد من العائلة، هناك تكون طامة كبري علي رؤوس الناس!، وافراد يصعب احصاء اعدادهم وظهورهم وأقفيتهم للموكب الذي يمر لمجرد المنظر ليس إلا!، حسن.. صبرت الناس علي مضض حتي انقشعت هذه الغمة بقيام الثورة، فأين ذهب كل هؤلاء واختفوا!، لا شارع يشهدهم ولا منعطف، ووزير الداخلية يبشرنا بأنه قد أصبح قريبا نوال بركة الشرطة بالظهور!، وهل ذهب هؤلاء وانصرفوا الي اعمال اخري كأننا في بطالة مصطنعة، أم استراحوا في بيوتهم ليضيفوا بطالة علي بطالة، مع انقلاب علي قدم وساق!