أين ذهبت شرطة مصر؟!
شهور مرت علي ثورة 25 يناير والشعب المصري طوال هذه المدة يبحث عن رجال شرطته فلا يجدهم!، ومازالت مهزلة اختفاء رجال الشرطة تعبر بصدق عن واقع الحال الذي يؤكد للمواطنين أن الوعود بقرب تواجد رجال الشرطة لحفظ أمن المباني والناس مجرد وعد معطل عن الوفاء به! فإذا ما ظهر النذر اليسير من الأعداد المعتادة للظهور في حياة الناس، فإن هذا الظهور قد أصبح مجرد اثبات حضور لمن يظهرون!، وهم اصبحوا في حالة من يشاركون الناس الفرجة علي الحوادث التي يتعرض لها الافراد في الشوارع وحتي في المساكن!، وقطع الطرق علنا علي الناس!، أما أقسام الشرطة فإن من فيها لا يفضلون الحركة والانتقال من كراسيهم الي حيث يستدعي الامر ذلك بالبلاغات!، حتي شرطة المرور التي كانت تزحم الشوارع للجباية من أموال الناس بالحق وبالباطل اختفت هي الأخري بعد أن توقف الناس عن الاستجابة لابتزازها، خاصة وأن تحصيل الغرامات الفورية قد توقف مما أغلق الباب امام المساومات، وكان من الطبيعي وأبسط فاعليات الوجود الشرطي المحدود قد اصبحت مفقودة أن تتساءل الناس أين اختفت الشرطة، ومتي تعود الي سابق وجودها من التيه الذي ذهبت إليه، وكان افتقاد الأمن والأمان يبدو أمام كل ذي عينين، والوعود تتكرر بأن كل آت قريب، وأن الناس تعيش - بإذن الله - حتي تكتحل العيون بوجود الشرطة - قريباً إن شاء الله - حضورا وفعلاً وأثراً، لأن الانفلات قد طال بل اصبح مغرياً لأصحاب النزعات الإجرامية أصيلة وعارضة!
خاصة وأن الناس كانوا ما قبل الثورة يلحظون أن اعداد عناصر الشرطة في الشوارع والأقسام وسياراتهم تزرع الطرق بسبب وغير سبب، وكانت الرتب الكبيرة لا تفوت فرصة للظهور خاصة