عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصر و«الإسلام هو الحل»

لا أظن أن شعار «الإسلام هو الحل» سيبقي شعاراً جاذباً للناخبين في الانتخابات العامة المقبلة، رغم موافقة مجلس الشوري علي استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية! وكان التيار الإسلامي في العهود السابقة علي ثورة 25 يناير 2011 يرفع شعاره

«الإسلام هو الحل» متحدياً الأزمات والمشكلات التي يواجهها المجتمع، وكان البسطاء من الناس يأملون أملاً حقيقياً في أن يتحقق الشعار حسب وعود الذين يرفعونه في إنهاء مشكلات وأزمات الناس، في حين أن هناك قطاعاً عريضاً من المناوئين للتيار الإسلامي يري أن أصحاب هذا الشعار ليس لديهم أي برنامج واضح للعمل علي التخلص من مشكلات وأزمات تتراكم، وكيف يكون «الإسلام هو الحل» لتفشي الفساد في مختلف جهات الحكومة والدولة، وفساد الكبار الذين يحكمون!.. وعندما اندلعت ثورة 25 يناير 2011 رفع الحظر عن التيار الإسلامي بأحقيته في العمل السياسي وتشكيل الأحزاب السياسية رغم بقاء المبدأ الدستوري المعلن بعدم السماح بقيام أحزاب علي أساس ديني، فسارعت جماعة الإخوان المسلمين إلي الفصل بين «الجماعة» وذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة» ليتاح له العمل السياسي والمشاركة في التحول إلي الديمقراطية والمجتمع المدني، أما التيارات الإسلامية الأخري فقد شكلت لها أحزاباً لم تخف توجهها الديني من أول يوم، ولست أحب أن أطيل في الملابسات التي أحاطت بالحياة السياسية المصرية وما واجهناه للوصول بنا إلي الصيغة الحالية، وأتوقف عند وصول التيار الإسلامي إلي السلطة بانتخابات عامة حسمها صندوق الانتخابات بغلبة التيار غلبة عامة متمثلة في فوز الرئيس الإخواني د. محمد مرسي برئاسة البلاد، وفوز التيار بأغلبية كاسحة في البرلمان الذي لم يستمر بعد حله وليبدأ إعداد دستور جديد والسير نحو إجراء انتخابات عامة مقبلة، علي أن يتولي مجلس الشوري - وعناصر التيار الإسلامي أغلبيته - سلطات التشريع حتي يحل برلمان جديد.
وبيت القصيد في كل ذلك أن مشاكل وأزمات المصريين قد تفاقمت إلي حد مفزع تهددت معه كيانات الدولة، بما يقترب بها من الانهيار، وبات النظام

حتي اليوم في حالة عجز كامل عن إقرار السلم والأمن الداخلي حتي أصبح المواطن يتمني أن يعود الحكم وإدارة البلاد إلي جيش مصر الوطني!، كما وضح عجز دولة التيار الإسلامي وحكومتها عن التوصل إلي حلول حقيقية لأزمات ومشاكل مصر التي يهددها الإفلاس، ومحاولة الدولة التوسل إلي شيء من الأمان الاقتصادي بتسول القروض الباهظة والهبات التي شاع أنها مشروطة، وراحت الناس تتطلع إلي شعار «الإسلام هو الحل» الذي ظل مرفوعاً من جانب التيار الإسلامي الذي أصبح يحكم البلاد وتحقق له بذلك «التمكين» الذي طالما انتظره التيار!، ومما أصبح يتيح له إدارة البلاد والنجاة بها من الأزمات والمشاكل التي يئن تحت وطأتها أهل مصر!، الذين تصوروا أن ركام المشاكل والأزمات مازال ينتظر الحل علي أيدي أصحاب شعار «الإسلام هو الحل» فلا تبدو بارقة أمل واحدة علي قدرة التيار الذي تمكن بشعاره المرفوع علي أي حل لأي أزمة!، اللهم إلا إذا كان التيار يري مصر حالياً «دولة وردية» خلت من الأزمات التي تحتاج إلي حلول عاجلة وناجزة!، وقد أنصفت الأحوال الحالية أصحاب وجهة النظر التي لا تري للتيار الإسلامي أي قدرة علي وضع برنامج لحلول إسلامية - طبقاً للشعار المرفوع - تجعل المصريين أوفياء للشعار الذي لم يعد جاذاً لهم علي أي صعيد!