عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لمن نقدم العزاء؟!

 

أخيراً ظفرت الولايات المتحدة الأمريكية بعدوها الأول والأوحد - كما هو كذلك بالنسبة لحكومات اتهمتها أمريكا بأنها شريكتها في العداء - فسقط أسامة بن لادن زعيم القاعدة الذي أرق مضاجع أمريكا كما تظاهرت أنظمة أخري بأنها تشاطر أمريكا هذا الأرق! وباسم هذا العداء من ناحية هذه الأنظمة لبن لادن وقاعدته سوغت الأنظمة لنفسها البطش بشعوبها تحت الراية الأمريكية لمكافحة إرهاب بن لادن وقاعدته، حتي أن هذه الأنظمة قد رفعت شعار »لا صوت يعلو فوق صوت مكافحة الإرهاب« طالما بقي بن لادن حياً ناجحاً في تعدد مخابئه التي تسنت له في جبال أفغانستان وباكستان، الذي زاد من حيطة هذه الأنظمة وشراسة تدابيرها ضد شعوبها أن بن لادن لم يكن ليتردد بين الحين والحين في بث خطاب منه يتوعد فيه أمريكا وحلفاءها فنتلمظ نحن وبقية الأنظمة المشايعة للولايات المتحدة غيظاً وهو لا يتوقف وعيده وتهديده للجميع باسم الإسلام، وقد وجدت أمريكا أن الإبقاء علي أسطورة بن لادن وتنظيمه المحكم »فزاعة« دائمة تسهل لها اقتطاع ما تريده من أراضي أفغانستان وباكستان والعراق! وكان الإرهاب ومقاومته طالما بقي بن لادن السبيل إلي اختراع الأنظمة الاستبدادية التدابير والمزيد منها تحت دعوي التزامها بمقاومة الإرهاب!، فكان البطش المستمر بالشعوب من خلال أجهزة قمعية تفننت أمريكا في تزويدها بأدوات القمع ومستحدثاتها حتي أصبحت هذه الأنظمة في عالمنا العربي أكبر مستورد لهذه الأدوات القمعية المتقدمة! وباسم مشاركة الولايات المتحدة مقاومتها لبن لادن وقاعدته عمدت الأنظمة التابعة إلي التضحية بحقوق

مواطنيها كأنهم جميعاً قد أصبحوا أعضاء في تنظيم القاعدة، ولم تبخل أجهزة هذه النظم التابعة إلي تولي مهمة تعذيب مشتبه بهم رأي الأمريكيون أن استنطاق اعترافات هؤلاء من المهام الأصيلة لهذه النظم!

أخيراً.. وقد سقط بن لادن رمز القاعدة الأشهر، وسيمر وقت حتي تصبح الزعامة التي ستخلفه في توجيه عمليات القاعدة فاعلة فاعلية بن لادن، هل آن للولايات المتحدة أن تلتقط الأنفاس حتي تكف عن طنينها الذي لا يتوقف في إقناع النظم التابعة بأن القاعدة وجدت لتبقي، وأن بن لادن قد قتل لكنه قد خلف وراءه ذرية شرسة في إرهابها حتي تنتقم لقتل الزعيم، وأن علينا نحن الغلابة الذين ارتبطوا بالولايات المتحدة في الضراء فقط أن نظل في حالة استنفار دائم تدفع تكاليفه الشعوب، وتظل أراضي الدول مستباحة أمام لوازم مقاومة إرهاب القاعدة حسبما تراها أمريكا!، إن النظم التي انتفعت بين لادن وقاعدته تكاد تكون في حاجة إلي تلقي العزاء في الرجل الذي حافظ علي استمرارها حتي الآن!