كيف نكذب مبارك؟!
لم ننجح حتي الآن - وبعد الثورة مباشرة - في تكذيب الرئيس المخلوع مبارك في ادعائه - قبل الثورة التي أطاحت به وبطغمته - بأن ما بعده ودون استمرار رئاسته للبلاد الفوضي العارمة!، كان هذا ما يردده الرئيس وأتباعه دون كلل وبمناسبة ودون مناسبة!، وكانت الفوضي العارمة - بل الانفلات في كل مجالات الحياة المصرية - هي ما تخشاه القطاعات العريضة من الشعب، والتي لا تعمل بالسياسة، وكان الرئيس السابق وأبواقه في ترديدهم لتخويف الناس وإثارة ذعرهم أن »الاستقرار والاستمرار« مع حكم مبارك هو السبيل الوحيد لبقاء البلاد في حال من »النظام« الوهمي الذي كان يمثل قشرة واهية تغطي ما تعانيه كل قطاعات الشعب!، بل كانت هذه القشرة هي الغطاء الذي ظل ساتراً للفساد المطلق الذي مارسه »نظام« مبارك وبزعامته لتتحول كل الضمائر والذمم إلي خرائب لا تشبع من المال الحرام فلا تترك منه ما يصل إلي الناس من الحلال عبر دخولهم المتدنية، ولا يرد أصحاب الذمم الخربة من عائلة الرئيس ومعاونيه شتي المظالم التي جعلت من مصر »دولة بوليسية إرهابية« من طراز فريد، لا أظن أن كثيراً من النظم الفاسدة عرفتها لكي يبقي نظام هذه الدولة التي قادها مبارك لحقبة ثلاثين عاماً لم يجد خلالها مبارك أي عناء في حكم البلاد تحت وطأة سلطته المطلقة وأجهزته العقيمة التي تولت حفظ النظام والحفاظ عليه من »الفوضي« إذا وقعت الواقعة وأصبحت مصر بلا مبارك!
الآن وقد أطاحت ثورة الشعب بالنظام ورمزه الضامن له من الانفلات والفوضي!، هل نحن أصبحنا غير قادرين علي تكذيب مبارك!، الحقيقة أننا حتي الآن لا نقوي علي إثبات