رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مدى توفيق «كيرى» فى زيارته للقاهرة!

تملك المعارضة السياسية لحكم الرئيس محمد مرسى متمثلة فى أحزاب «جبهة الإنقاذ» قرارها بمقاطعة لقاء وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» فى زيارته للقاهرة، وإذا كانت «جبهة الإنقاذ» قد رفضت المشاركة فيما دعا إليه الرئيس مرسى

من حوار أصبح متعذرًا اكتماله للبحث فى التوافق السياسى المرجو من القوى كلها، فإن «جبهة الإنقاذ» لن تقدم على لقاء الوزير الأمريكى الذى لا تخفى مقاصد إدارته وأغراضها والرسالة التى يحملها من الرئيس الأمريكى إلى الرئيس المصرى، فكل ما تعنيه الزيارة وهدفها فى المساعدة على إنهاء الأزمة السياسية المصرية - ومصر مقبلة على انتخابات عامة والرئاسة المصرية مصممة على إجرائها فى مواعيدها التى تقررت - كل هذا لا يخفى على أحد فى مصر، ولا يغيب عن فطنة أقطاب جبهة الإنقاذ أن أى «تشاور» مع وزير الخارجية الأمريكى فى هذه الشئون الداخلية المصرية هو من قبيل الموافقة على أحقية الإدارة الأمريكية فى التباحث بشأن أمور مصرية داخلية خالصة!، وحتى لو كانت زيارة كيرى للقاهرة ترى أن على الرئيس محمد مرسى تقديم «تنازلات» للمعارضة أو النزول على بعض شروطها للحوار، فإن المناسب هنا أن ينجح كيرى أولا فى اقناع الرئيس بما يراه!، ثم لا بأس بعد ذلك أن يبادر الرئيس إلى طرح الجديد عنده - بعد زيارة كيرى - على قوى جبهة الإنقاذ المعارضة، فإذا كانت هناك وجهات نظر عامة أبدتها بعض القوى المناوئة لحكم الإخوان المسلمين بمعارضة الزيارة أمام كيرى وفى وجوده قد يعزز من موقف جبهة الإنقاذ، والتى أعلنت أنها ستقاطع اللقاء مع كيرى، ولكنها لا تجد غضاضة فى زيارة الوزير الأمريكى للقاهرة!، فهذا تقدير سياسى لأهمية العلاقات الأمريكية المصرية، والتى ترى فيها الرئاسة المصرية مناسبة لطرح طلباتها من الإدارة الأمريكية خاصة فى مجال الدعم الاقتصادى لمصر، وهذا يكون محل خلاف أو اتفاق القوى السياسية المصرية مع ما ينجز فى هذا الشأن، مما تتحمل الرئاسة المصرية مسئوليته بالكامل.
ولست أتبنى وجهة نظر خاصة بى عندما أقرر أن الذين يجدون فى زيارة الوزير الأمريكى من المصريين ما يغضب غير مخطئين!، لأن الزيارة تأتى فى أعقاب تكشف الموقف الأمريكى من مؤازرة حكم الإخوان المسلمين وجماعتهم، والمساندة الأمريكية للإخوان حتى وصولهم إلى الحكم، تم عمليات تصدير الوسائل التى تستخدمها قوى الأمن المصرية فى مناهضة المظاهرات والاحتجاجات السلمية، مما أدى إلى

وقوع الضحايا والمصابين من هؤلاء المحتجين، كما لم يمكن لقوات الأمن تجنب وقوع ضحايا ومصابين من رجال هذه القوات نفسها!، كذلك ما وضح من الضغوط التى تمارسها الإدارة الأمريكية على مصر حاليا ليس بمنع الدعم الاقتصادى فقط!، بل والحيلولة دون الحصول على القروض الدولية اللازمة لمساعدة مصر على الخروج من حالة اقتصادية هى أشبه بالإفلاس!، كذلك يخبو أمل المصريين فى أن تبذل أمريكا الجهود الواجبة عليها تجاه حث الاتحاد الأوروبى على مد يد العون الاقتصادى لمصر!، وهو الموقف الذى أصبح واضحا من جانب دول الاتحاد الأوروبى فى تصريحات علنية واضحة بأن أحوال مصر أبعد ما تكون عن الجدارة بعون الاتحاد الأوروبى!، ويبقى ما يشعر به المصريون عامة من الشكوك فى أن أمريكا تسعى إلى قيام حياة ديمقراطية سليمة فى مصر!، لأن أمريكا لا يلفت أنظارها فى هذا الشأن ممارسات الحكم الإخوانى فى التعامل مع القوى السياسية التى لا ترى صالحا ديمقراطيا فى المساعى الحثيثة والدؤوبة للإمساك الإخوانى بكل أوصال الدولة المصرية!، ولو أدى ذلك إلى الاعتماد على العناصر الإخوانية والموالية للجماعة فى تشكيل الوزارة القائمة التى لا يبدو للرئيس مرسى مدى فشلها!، ولكن الغريب أن يعمد وزير الخارجية الأمريكى إلى الالتفات عن مقاطعة القوى السياسية المؤثرة للقائه!، وأن يجد لحضور لقائه بالقاهرة «بدائل» رآها تغنيه عن الحوار مع الذين قاطعوا زيارته!، آملاً فى أن تسفر زيارته عما يرجوه لزيارته من التوفيق!، الذى لن يتحقق طالما بقيت القوى المؤثرة غائبة بإرادتها، وموقفها الذى لا يستطيع كيرى زحزحتها عنه!