رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ملاحظات علي نشرة أخبار مصر

ظللت أصبر طويلا علي نشرة أخبار قناة «النيل» وموجزها بحرص شديد علي مشاهدتها - ليس عن عسر في معرفة أخبار مصر والعالم فكثير من الفضائيات يغنينا عنها!- لأنني لم أفقد الأمل بعد في أن تتحسن أحوال هذه النشرة وما يتبعها من المواد الإخبارية الأخري أسوة بما تدخله سائر القنوات علي نشرة أخبارها

وموادها الإخبارية بما أصبح يزكي هذه عن نشرة «النيل»، فلما روجوا لفكرة أنهم بسبيلهم إلي تطوير هذه النشرة والتخلص من مقدمتها ذات الصواريخ المشتعلة المتتابعة، إذا بالنشرة «المطورة» تحبطني مقدمتها الجديدة المطولة التي تزهق روح من ينتظرها باعتبارها قناة الدولة وهي أولي بنا من غيرها!، أما الإحباط فيعود إلي هذه الاختيارات المصورة الحية والأشكال المتقاطعة التي لا يدرك أحد أي معني لها سوي أنها تطيل من زمن المقدمة حتي تطالعنا وجوه الذين يقدمون النشرة!، خيوط متكورة تنسحب لتحل محلها بعض الصور التي تسفر عنها كومة الخيوط، فلا تعرف العين الحكمة من «لمة» هذه الصور فضلا عن صعوبة التعرف علي تفاصيلها!، ولا يعرف المرء طبيعة هذه المستطيلات التي تتدافع علي الشاشة مندفعة - قصيرة وطويلة- إلي أعلي!، وهذه هي الصورة التي حلت إجمالا محل الصواريخ المشتعلة المتتابعة، وهي ما تعتبر الإشارة الرسمية لنشرة أخبار النيل، وعندما نتهيأ لمتابعة النشرة نكتشف أن هناك صورة ثبت لعدة أيام مكررة دون أن ترافق الخبر صورة جديدة!، وأخبار مصر شحيحة علي عكس ما تفيض به أخبار الفضائيات وخاصة ما يخص الشأن المصري! وهذه الأخبار المصرية الشحيحة في نشرة أخبار «النيل» سرعان ما يكون الانتقال منها إلي أخبار الشأن السوري الذي تتركز أخباره في عدد الغارات التي يشنها النظام السوري يوميا علي الشعب السوري في مختلف أنحاء دمشق والأقاليم السورية!، ولكن المتابع لنشرة «النيل» يدرك عند استعراض صور أخبار الشأن السوري أنها صور تكاد تكون مجرد أرشيف ثابت!، فنقطة الغارة المستجدة نطالعها طيلة أيام سابقة!، وشح أخبار مصر في قناة النيل ونشرتها يقابله شح أشد في الموجز الذي يذاع في أوقات أخري فلا يكاد المشاهد ينطلق لمشاهدته حتي يفاجأ بأن الموجز قد انتهي «ما بين طرفة عين وانتباهتها»، مما يدهش المتابع من شأن إسراف الوقت في مقدمة الأخبار المطولة، والتقتير الذي ينطق

به إيقاع مواد الموجز!
وكنت من قبل قد تناولت سخف الفقرات المصورة غنائية أو صامتة بلا تعليق، ولا تشي الصورة بأي قصد لها!، استعراض مسيرة سريعة لسير المترو، وبائع السميط علي الرصيف، وصانع منخل الدقيق، وعند عزف السلام الوطني يترك الكل ما في يده ليقف تحية للسلام!، وحتي الرجل الذي قام من كرسي الحلاق ليقف وذقنه عليها الصابون!، ثم «الغندورة» التي تلحق بغندور ليقفا معا علي سلم الحافلة!، والرجل الذي يستعرض مقتنياته من المخلفات القديمة فأصبح يعيش معها ولها!، ولا أستطيع الاستطراد في استعراض هذه الفواصل المصورة وفقدانها لأي دلالة بفعل الإلحاح والتكرار علي عرضها، وقد سبقت لي الإشارة لكل ذلك، لكن إصرار قناة النيل الإخبارية علي الثبات عليها جعلني أيأس من الحديث عنها!، ولم يبق لي إلا الأمل في أن تعمد القناة إلي اختصار مقدمة نشرة الأخبار، وأن تكون هذه المقدمة عابرة بحيث تأتي بعدها الأخبار المنتظرة!، وأن تكون النشرة «سمينة» ما دامت نشرة رئيسية، وأن يكون الموجز حاملا للمشاهد أهم الأخبار، وأن يكون الخبر متكاملا ولا يكون مجرد إشارة!، وعلي أمل باختصار المقدمة للنشرة فإنني آمل في أن تكون النشرة مصرية، وقصدي من مصرية النشرة ألا يفوتها أي من أخبار مصر!، بدلا من مفاجآتنا من القنوات الأخري التي تزخر بأخبار كثيرة فاتت نشرة أخبار النيل، وأن تتخلص هذه النشرة من المعلقين الثابتين الذين يبدو أن المسئولين عن تحرير النشرة قد ارتبطوا معهم ارتباطا يجعلهم دائماً في حوزة هؤلاء!