عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أين كانت شبيبة »عز«؟!

 

نقل »الأهرام« صباح الأربعاء الماضي، بعضاً من تفاصيل مشادة بين النجلين علاء وجمال مبارك ما يفيد بأن الأخ الأكبر »علاء« لا يرغب في أي حديث متبادل بين أحمد عز، مهندس الحزب الحاكم السابق، وقد تم حل الحزب، من جانب، وبينه هو وأخيه من جانب آخر!، خلال وجودهما الحالي في سجن مزرعة طرة! وكان ضمن ما دار من الحديث بين أحمد عز وجمال مبارك، علي غير رغبة أخيه علاء، أن ذكر جمال لعز أنه قد »خدعه« عندما ظل يذكر له دائماً أن شبيبة الحزب المنحل قادرة علي مواجهة أي محاولة لإسقاط الرئيس ونظامه وحزبه الذي يعتبر أحمد عز واحداً من أقطابه الرئيسيين!، وتساءل جمال في غضب عن هذه »الشبيبة« التي لم يظهر لها أثر عندما أشعل »شوية عيال« في الـ»فيس بوك« الثورة فهزموا الرئيس ونظامه وحزبه والوريث الذي كان مرتقباً، مؤكداً »جمال مبارك«!، وقد توقفت أتأمل كيف أن هؤلاء السادة أقطاب نظام مبارك وحزبه كانوا يخدعون الرئيس ووريثه بالحديث عن الحزب وشبيبته وعضويته التي بلغ عددها ثلاثة ملايين مصري!، وأن هذا الحزب وأمانة سياساته وجمعية جيل المستقبل قد استطاع بأضلاعه وأغلبيته المدعاة القوة الضاربة في يد النظام في مواجهة كل من تسول له نفسه إسقاط النظام أو خلع الرئيس!.

ولست أشك في أن أحمد عز وغيره من أقطاب الحزب ورموز أمانة السياسات وجحافل الشباب التي ضمتها جمعية جيل المستقبل هي كلها الدرع الواقية لرئيس النظام ووريثه، مع أحمد عز وبقية الأقطاب لم يخدعوا الرئيس ولا الوريث!، إذ كيف يكون هؤلاء قد خدعوا في قوة الحزب ومتانة أغلبيته بكل ما سخر في الدولة لخدمة هذا الحزب الذي

كان هو بالفعل الدولة!، حتي أموال الدولة العامة ومقدراتها كانت كلها تحت أمر الحزب!، فلما اشتعلت الثورة كان جمال مبارك وقبله والده يظنان أن الأغلبية الكاسحة لحزب الرئيس وفي طليعتها شباب الحزب ستخرج لتقاتل دفاعاً عن البقاء لأعمدة النظام ورموزه، خاصة أن قوي الأمن كانت ولاتزال تأتمر بأمر صاحب النظام ورموز الحزب، والبنوك متخمة بالأموال الجاهزة لتمويل عملية قمع الثورة وردع الثائرين، لقد صدق كل أقطاب الحزب والنظام وهم أن البقاء قد كتب للنظام!، وأن التنظيم السياسي الواحد لا منافس له، وأن الجيش المصري سيكون مع النظام ضد »الفوضي« التي كان مبارك يري أنها البديل الوحيد في مصر إذا سقط نظامه!، لكن هذه الأوهام ـ شأن أي أوهام ـ كانت خادعة حتي للذين آمنوا بها!، وعلي رأسهم لصوص المال العام الذين كونوا الثروات الطائلة من عرق الشعب الثائر!، كذلك كان صاحب النظام يقبل الوهم الذي جعله يغترف هو الآخر من أموال الشعب ما آل إليه وإلي آله في الداخل والخارج، رجل حكم البلاد ثلاثين عاماً تعطل خلالها عقله فتعطلت عقول كل حماة نظامه.