ماذا تريد جماعة الإخوان بالضبط؟!
ما تعمل به جماعة «الاخوان المسلمون» حالياً يذكر بما كانت تعمل به وتدعيه قبل اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، والفرق بين المرحلتين الماضية والحالية أن الجماعة في الماضي كانت ثابتة علي ادعاء أنها «جماعة دعوية» لا تعمل بالسياسة! وجاءت عليها فترة في هذه الحقبة الماضية كانت الجماعة خلالها غارقة في العمل السياسي سراً وعلانية!،
إذ ساندت حركة الضباط الأحرار التي كان بعض أعضائها من المنتمين للجماعة!، وقد أبقت ثورة 23 يوليو علي جماعة الإخوان فلم تطلب إليها «تطهير الجماعة» كما طلبت ذلك من الأحزاب السياسية التي كانت قائمة وقتذاك، فلما فعلت الأحزاب ما هو مطلوب منها كان ذلك مجرد مناورة من سلطة الثورة!، فبادرت هذه بحل جميع الأحزاب وأيلولة أموالها ومقراتها وصحفها إلي الدولة!، ولم تكن سلطة الثورة قد طلبت إلي جماعة الإخوان «حل الجماعة» أو قبل ذلك تطهير «نفسها» طبقاً للترتيب الذي اتبع مع الأحزاب، لكن جماعة الإخوان بادرت إلي إعلان رغبتها في ممارسة العمل السياسي في ظل سلطة يوليو 1952 باعتبارها مشاركة في صنع الثورة!، وطالب أقطابها عبد الناصر بأن تكون لهم «كوتة» من الوزراء لا يقل عددها عن خمسة!، وقد عمد عبد الناصر للاستجابة لمطلب الجماعة لكنه اقتصر في ذلك علي اختيار وزيرين اثنين فقط منهما الشيخ الراحل د. أحمد حسن الباقوري وزيراً للأوقاف، وقبلت الجماعة الاستجابة علي مضض!، ولم تستطع الانتظار فتحرك جهازها السري إلي ترتيب عملية اغتيال جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954، وتصدي لها سمكري من أعضاء الجماعة هو «محمود عبد اللطيف» الذي أعدم بعد محاكمة طالت معه 7 من قيادات الاخوان كان منهم عبد القادر عودة ويوسف طلعت «رئيس الجهاز السري للإخوان»، وهنداوي دوير المحامي وإبراهيم الطيب «الطبيب» وغيرهم!، وقد أدي هذا إلي قرار سلطة يوليو حل جماعة الإخوان المسلمين وحظر اشتغال أعضائها بالعمل السياسي!، وهو القرار الذي رافقه مطاردة أعضاء الجماعة بالاعتقالات، ليستمر الحظر علي اشتغال أعضاء الجماعة بالسياسة طيلة عهود ما بعد عبد الناصر من الرئيس الراحل أنور السادات الذي اغتالته جماعة الجهاد 1981، وهي رافد من جماعة الأصل للتيار الإسلامي «الإخوان»!، وكذا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك طيلة مدة حكمه التي امتدت لثلاثة عقود حتي انهتها ثورة 25 يناير 2011.
وقد ظفرت «الجماعة» بفرصتها الذهبية في الانخراط في
لنا الدنيا ومن أمسي عليها ونبطش حين نبطش قادرينا!