مصر بلا كرة!!
يشغل الكلام بين الناس من »الانفلات الأمني« الملحوظ جانباً كبيراً من أوقاتهم التي تجمعهم في أي مكان، ومن الواضح حتي الآن أن هناك الكثير من الصعوبات والعراقيل التي تعترض العودة بالأحوال الأمنية إلي عهدها الطبيعي، ويبقي الشيء الأكيد أن المواطن المصري حالياً لا يشعر بالأمان الذي يتيح له حرية التنقل والحركة اليومية المعتادة! بل أعرف كثيرين أصبحوا يؤجلون الكثير من السعي إلي قضاء مصالحهم حتي لا يتعرضوا في الطرق إلي مفاجآت تسيد »البلطجية والصياع« علي بؤر أصبحت ملكاً خالصاً لهم في طرق بعينها لا يجد عندها ضحاياهم غير الإذعان »للتثبيت« والتهديد بالموت ما لم يتتخل الضحايا عما يحملون ويملكون سواء كانوا يسيرون علي أقدامهم أو يركبون السيارات! ولم يعد هناك ما يطمئن أي مواطن علي حياته حتي في داخل مسكنه إذا اعتصم به!، والناس حالياً يجهلون الجهة التي يستنجدون بها في الشارع، حيث لا وجود لرجال الأمن في مناطق تخلو منهم بالكامل! ورجال الجيش الذي يتحملون حالياً أعباء حفظ الأمن بقدر ما يتيح لهم ذلك واجباتهم التي ناءت بهم كواهلهم! ولا يجد الناس في ذلك ما يكفي لإتاحة الأمن والأمان مما هو معتاد في الحياة العادية ويبقي عدم توفر رجال الأمن حتي الآن ومظهرية ظهورهم في بعض المناطق من ألغاز المرحلة الحالية ضمن ما تحفل به من الألغاز!
بل لقد أصبح الاجتراء علي القانون وهيبة أجهزته - إذا تيسر لهذه الأجهزة وجود - من »مفاخر« بعض الفئات التي دأبت علي اختلاق أزمات وحوادث مؤسفة لا تنقد ولا تتوقف! بل تيسر لمن يسمون أنفسهم »السلفيين« الهجوم علي الأضرحة الدينية بحجة أن هؤلاء قد أصبحوا يفرضون علي عهد الانفلات الأمني
وهل كان من الحكمة عند المنتفعين بكرة القدم - حتي في أسوأ أحوالها - إقامة مباريات في الاستاد والأندية كي تشهدها جماهير بالآلاف بعضها يتسلح قبل الفرجة التي أصبحت دموية في الأغلب الأعم! وما الذي يمكن لنا في ظروفنا الحرجة هذه أن نفعله سوي إيقاف مثل هذه المناسبات التي تتحلق فيها وحولها تجمعات من فئات لا يؤمن جانب الكبير منها بدعوي التشجيع أو الغيرة علي مصر ونواديها! ولماذا يحمل القرار الذي أعقب فضيحة الزمالك والأفريقي التونسي بأن يوقف الدوري، ويلغي رائحة التردد التي اشتمها كل من طالع تصريحات »الكرويين« بعد صدور القرار! ما الذي سيحدث لمصر إذا عاشت عاماً كاملاً - حتي تستتب الأمور - بلا كرة؟