رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

غناء للمفاخر والمآتم!

بالاضافة الي متابعتي الشخصية لما ترتب علي انفجار المفاعل النووي الياباني، وقد خلف مآسي حقيقية للأشخاص الذين تجاوز رقم ضحاياهم كل احصاء، والمليارات التي خسرها الاقتصاد الياباني القوي المتين الذي ظل دائما بينه وبين الاقتصادات الغربية - خاصة الأمريكية - "تار بايت"! بالاضافة الي هذه المتابعة الشخصية كلفت واحدة من قريباتي تعرف ودرست اللغة اليابانية أن تتفضل علي شخصي بمتابعة منها للأناشيد الوطنية اليابانية والأغاني التي تليق بهذه المناسبة الأليمة التي جعلت من الحادث الجلل ما جعل اليابان كلها في حزن مقيم، وقد اندهشت قريبتي لمطلبي عندما سألتني عن غرضي من هذا، فلما تملصت من الاجابة اصرت وقد جعلت من اجابتي شرطا لأن تلبي طلبي!، فقلت لها انني أتابع الكثير من أغانينا وأناشيدنا الوطنية في مختلف المناسبات التي تشهدها البلاد، فألاحظ أن هذه عندنا في مصر تكاد أن تكون واحدة في كل المناسبات!، فالكارثة عندنا تذاع فيها الأغاني التي تكاد تشعر سامعها بأن البلاد قد "راحت في داهية" أو هي علي وشك ذلك!، وهي في ألحانها وكلماتها "حزايني" الي حد مفرط تلعب علي وتر الشجن المصري المعتاد!، وهي ذات الاغاني التي تذاع عندنا في مناسبة انتصار لنا في معركة أو مباراة كرة قدم دولية، هذه الاغاني تنطلق في اتجاه اسماعنا علي الفور محتلة الشاشة التليفزيونية والاذاعة المصرية، وقد اصبحت الاغاني والأناشيد من هذه الشاكلة مقاولات لها من يؤلفها ويلحنها ويغنيها بمجرد الطلب، وغالباً ما تخرج هذه "النغمة" الغنائية سخيفة لا تثير في النفس غير السخرية!، وكان من مطالعاتي أن انتشار الغناء الذي يتغني بالوطن وكيف انه "وطن الأوطان"، "أخضر الأغصان"، "كله خمائل وورود" الي آخر هذه الأوصاف بينما الأحوال الواقعية لهذا الوطن أو ذاك عبارة عن "مصيبة عظمي" فوق رؤوس العباد!، وهذه

سمة الكثير من النظم السياسية الفاشية التي لا تجد ما تلهي به الناس غير هذه المبالغات الغنائية التي تسبح بحمد الوطن وتتستر علي "بلاويه"!، لذلك طلبت من قريبتي مطلبي الغريب فاقتنعت ووعدت بالتلبية!

وقد توقعت عندماأنجزت وعدها وجاءتني ببعض من ابداعات الغناء والانشاد الياباني في محنة اليابان - وهي الدولة الديمقراطية معجزة الاقتصاد العالمي - أن هناك مثلاً من كتب أغنية مطلعها "يا طوكيو يا أم الالكترون" او "يا من بنيتم المفاعلات انشا الله تصلحوه من سكات" مثلاً فلم أجد شيئا من هذا فيما اخبرتني به!، بل ذكرت قريبتي ان شيئا من هذا ليس له وجود أصلاً في اليابان استعدادا لهذه المناسبات، التي - كما نعلم - كثيرة الهزات والسلاسل الزلزالية التي عادة ما تخلف المآسي!، وإنما تعمل كل وسائل الاعلام هناك علي توعية الناس وتبصيرهم وتنظيمهم في مواجهة ما يواجهونه من مشاكل وأزمات تخلصوا من بعضها وبقي منها الكثير، هذا ما تفعله وسائل الاعلام اليابانية محذرة المواطنين من استخدام أغذية مشعة ليس مما في نطاق اليابان وحدها، بل مما هو مشكوك في اصابته بالاشعاع من منتجات الدول المجاورة!، كل ذلك فقط بلا أغانٍ أو أهازيج!