رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

علي جميع أصوات وأقلام عقلاء هذه الأمة مسلمين وأقباطا- التأكيد الملح - وبشجاعة لا تخشي في الحق لومة لائم - أن تقرر ما أعلنه المهندس رجل الأعمال البارز »نجيب ساويرس« وأكده بنص صريح مؤخراً: »لا نحتاج كنائس أو مساجد، بل مدارس ومستشفيات، ونحتاج إلي انتخابات نزيهة «، ولست أري أصدق مما قال الرجل الذي هو واحد من مواطني مصر يبذل فيها ومجالاتها الاقتصادية المتنوعة. بل وبعض المشروعات الثقافية فيها. يبذل الرجل جهدا ومالا مما أسمع عنه وأقرأ وأتابع في الأخبار. فلست أعرفه علي الصعيد الشخصي ولم ألتق به وجها لوجه، ولكن قولة الحق التي قالها - وفتنة شرها مستطير تلوح لتهدد وحدة الوطن بأعداء له في الداخل والخارج، تجعل أي مواطن مصري مثله يطل علي مصر بنظرة ثاقبة ليعرف أنها - بحق - في حاجة لأن يتوفر لأبنائها ما يحفظ عليهم الحياة من مأوي وتعليم وطعام بكرامة، فما هذا الذي يثور له نفر من أبناء هذا الوطن من مسلميه وأقباطه لكي يقوم بناء كنيسة هنا أو مسجد هناك!، وفي رحبة مصر ما يكفي أبناءها وزيادة للصلاة وعبادة الله في كنائس أو مساجد!، وهل عز في مصر بناء المزيد من الكنائس والمساجد وفيها ما يكفيها كما نعرف، حتي ترتفع الحناجر وتحتشد الأيدي مسلحة عند بناء مسجد هنا أو كنيسة هناك، وما تنتظره هذه الأبنية من رواد يعبدون الله وهم يسألونه صباح مساء أن يعينهم علي مواصلة الحياة التي أصبحوا فيها عرايا وجوعي بل وجهلة تمضي بهم الحياة بلا مدرسة أو علاج!،  وما بال الذين يثورون كل هذه الثورة وهم من الذين يدفعون بأطفالهم إلي الشوارع يتسولون بعد أن ضاقت بهم الجحور التي

لا يجدونها إلا في كنف المقابر والخرائب!، ثم يتباهي الذين يبنون المساجد والكنائس وتكلفتها الألوف بل الملايين!، ثم لا ترق قلوبهم للذين يتضورون جوعا!، أولا طريق لهم في زحمة ضجيجنا وتزاحمنا علي تسول الضرورات غير طرق الجريمة المتنوعة، بل وتعرف مصر - وفيها من الكنائس والمساجد ما يكفيها- ألوانا من الجريمة لم يعرفها هذا المجتمع في تاريخه الطويل!

إن مصر اليوم في حاجة إلي بناء ديمقراطي حقيقي عبر انتخابات نزيهة شفافة، ولكنها مع ذلك في حاجة ماسة الي مدارس ومستشفيات ومنها ذلك المسكن الإنساني، وفرص عمل لا تتحول إلي مجرد ملايين من العاطلين ليس أمامهم سوي استمطار رحمة الله وشفقته بهم في الزوايا والمساجد والكنائس!، وهذا هو المعني الموضوعي الذي انطوت عليه كلمات نجيب ساويرس، وهي كلمات يمكن اتمانها عنده مباشرة إذا ما وجد الضمير العام في مصر يؤازر كلماته، التي هي بحق ما يمكن ان تكون الشعار العام لفترة مصرية انتقالية نسد خلالها الحاجات الحقيقية للناس، الذين يمكنهم ان يعبدوا الله في أرضه المصرية! وليست الضرورة للكنيسة أو المسجد.. بل المأوي والمدرسة والعلاج والطعام أولا ثم أولا!