رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

السلطة في بلادنا علي قممها وسفوحها تكاد أن تكون عملية "سرية" لا يجوز للشعب الاطلاع علي اسرارها!، مع أن الشعب - كما هو مفترض - وهو - كما تقول دساتيرنا - مصدر السلطات!، وما ساعد علي "السرية البالغة" لهذه السلطات تقادم العهد عليها خاصة اذا كانت "سلطات مطلقة" فتتحول التحول الطبيعي الي مفسدة مطلقة، ويتحول الشعب الي ضحية دائمة لصاحب السلطة المطلقة، وأذنابه بحيث يصبح "رئيس عموم الحياة" في الكبيرة والصغيرة من شئون البلاد والعباد، وفلسفة مثل هذه "الدولة السرية" أنها لا تفصح عن شيء من نواياها للناس، بل هي تعتمد علي مفاجأة الناس بما تراه بحيث لا يصبح أي فضل لأحد في النفع سوي "رئيس عموم الحياة"!، ولا يرفع بعض الضرر عن الناس الا هذا القرار المفاجئ الذي يزيل هذا الضرر وقد أتي ايضا من هذا الرئيس العمومي للحياة، وقد أصبح تدبير شئون هذه الحياة من اختصاص شخص واحد فقط باعتماد منه علي معاونيه، الذين يزينون يومياً للناس أن "لولا حكمة الرئيس" التي تداركت مصيبة أو بلاء لذهبت البلاد الي مجهول!، وشيئا فشيئا فترسخ فكرة الرئيس الأوحد الذي لو أدركته العناية الإلهية بالموت لوقعت البلاد في مأزق وكرب لا كاشف له إلا بأن يحل محل الراحل "أي حد من ريحته"!، وياحبذا لو كان هذا الذي يحل تسري في دمائه "دماء نبيلة" كتلك التي كانت تملأ عروق صاحب السلطة الراحل!

ومع ذلك الذي يكاد ان يصبح حقيقة مؤكدة في حياتنا المصرية العامة، فان ما لا يكون في حسبان صاحب السلطة "السرية" يأتي

مفاجئا مباغتا عنيفا يطيح بالسلطة السرية وازلامها حتي يكنسها كنسا من البلاد، لكي يقع الشعب علي كل ما هو سري بداية بسرقة أمواله ونهب مقدراته الي بيع اراضي الوطن صحراء وخضراء الي كل من يبدي رغبة في الشراء، وسرا كانت مصر تفكك اوصالها وتباع شبرا شبرا بحيث اصبح الشعب المصري لايضع يده علي شيء يملكه مثل بقية الشعوب!، لكن السلطة "السرية" فعلت بنا كل ذلك لأنها استطاعت البقاء فوق صدورنا لثلاثين عاما امتثالا منا لسريتها وتفريطنا في حقنا ان نعرف ماذا يدار لنا ومن وراء ظهورنا حتي وصلنا الي كل هذا الخراب الذي حل بنا!، فكل واحد منا مدين للخارج، كل واحد منا يبحث عن العمل والقوت فلايجد!، ويسمون هذه المطالبات الصارخة اليومية بأنها "مطالب فئوية" كأن من الفئات من سلم!، بل كل مصر لم يسلم احد فيها من السرقة والنهب المستمر!، متي وكيف فعلوا بنا كل ذلك تحت دعاوي اسرار الدولة وأمنها واستقرار النظام وحماية السلم العام!، وهل كان هؤلاء بلطجية أم حكاماً!