التدليس على المواطنين!
عجبت للمذيع التليفزيوني المخضرم في تغطيته الاحتفالات، وقراءة نشرات الاخبار في تليفزيون الدولة وقد فعل وحده مالم يفعله أحد من قبل! كانت هناك مشاهد على الشاشة نتلقفها بالمتابعة صورة بعد صورة لجنازة شهداء مصر في كارثة الهجوم على المنطقة العسكرية التي رابط فيها جنود وضباط جلسوا ساعة الافطار حتى إذا بادروا الى طعامهم انهال عليهم الرصاص الغادر يحصدهم حصداً!!
حتى أصبح عدد الضحايا 16 شهيداً وعدد المصابين سبعة!، كانت متابعة المشاهدين حزينة والتليفزيون ينقل وقائع الجنازة العسكرية التي تقدمها قادة الجيش وكبار رجال الدولةفي مشهد مهيب، ومن صف المشيعين الأول يمكن أن تحدد العيون أسماء من حضروا الجنازة، وإذا بمذيع التليفزيون المخضرم ينطلق صوته بهذه الكلمات «إن الرئيس محمد مرسي يسير أمامكم متماسكاً!، إلا أنه بداخله يتمزق ألما وحسرة على أبنائه الشهداء، ولكنه رجل مؤمن يحمل في عقله ووجدانه كتاب الله سبحانه وتعالى، والرئيس مرسي ينظر الى جثامين شهدائنا وعيناه تقول لهم: قسما بحق السماء وبحق تراب هذا البلد لآخذن لكم ثأركم على من بغى عليكم»! لكن الذين تابعوا هذه الوصلة العصماء من المذيع راحوا يبحثون عن الرئيس مرسي بين المشيعين في الصف الأول فلم يجدوا الرئيس! الذي ثبت فيما بعد أنه تخلف عن حضور الجنازة!، وقد سأل البعض المذيع المخضرم فيما بعد الواقعة عن أسباب «الوصلة العنترية» التي تطوع بها للرئيس مرسي فجعل منه الحاضر الغائب مع أنه لم يذكر قصده هذا! الجميع الذين سألوا المذيع المخضرم سببا لما وقع منه حتى يبرر موقفه لم يجدوا عنده أي شىء مما طلبوه منه!، بل اكتفى برده: «ليس لدي رد»! والمهم بعد ذلك أن أحداً لم يحاسب المذيع المخضرم من «الرؤساء والمسئولين» الذين لا حركة عندهم ولا سكنة بغير تعليمات!
ومن أفضال ما فعله المذيع المخضرم على شخصياً أنه قد قدح ذاكرتي وأنعش خزانة معلوماتي فتذكرت واقعة مشابهة لواقعة المخضرم، ولكنها تثير الضحك والخجل معاً، بطلها صحفي كان من زملائنا في مجلة أسبوعية شهيرة، وكان التفكير في مهرجان سينمائي دولي يعقد في القاهرة قد لاحت بواكيره على يد الزميل الراحل كمال الملاخ، وكان الملاخ قد نشر في صفحته الشهيرة بالأهرام «من غير عنوان» خبراً يفيد بأن النجمة العالمية وقتذاك «صوفيا لورين» قد استجابت لدعوته بأن تكون في مقدمة ضيوف الشرف عند افتتاح المهرجان في دورته الأولى، وأنه قد تحدد يوم وصولها الى القاهرة قبل حفل الافتتاح بيوم واحد، حتى إذا جاء يوم الوصول الموعود للنجمة العالمية إذا برئيس تحرير المجلة التي نعمل
وأنا لا أعرف أين ذهب الزميل صاحب الموضوع المختلق!، وكل الذي أعرفه أنه لم يعمل صحفياً بعد هذه الواقعة! ولكن المذيع المخضرم الذي جامل الرئيس «مرسي» في غيابه عن جنازة الشهداء مازال يشغل مكانه فيما أعلم حتى الآن!