رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

التدليس على المواطنين!

عجبت للمذيع التليفزيوني المخضرم في تغطيته الاحتفالات، وقراءة نشرات الاخبار في تليفزيون الدولة وقد فعل وحده مالم يفعله أحد من قبل! كانت هناك مشاهد على الشاشة نتلقفها بالمتابعة صورة بعد صورة لجنازة شهداء مصر في كارثة الهجوم على المنطقة العسكرية التي رابط فيها جنود وضباط جلسوا ساعة الافطار حتى إذا بادروا الى طعامهم انهال عليهم الرصاص الغادر يحصدهم حصداً!!

حتى أصبح عدد الضحايا 16 شهيداً وعدد المصابين سبعة!، كانت متابعة المشاهدين حزينة والتليفزيون ينقل وقائع الجنازة العسكرية التي تقدمها قادة الجيش وكبار رجال الدولةفي مشهد مهيب، ومن صف المشيعين الأول يمكن أن تحدد العيون أسماء من حضروا الجنازة، وإذا بمذيع التليفزيون المخضرم ينطلق صوته بهذه الكلمات «إن الرئيس محمد مرسي يسير أمامكم متماسكاً!، إلا أنه بداخله يتمزق ألما وحسرة على أبنائه الشهداء، ولكنه رجل مؤمن يحمل في عقله ووجدانه كتاب الله سبحانه وتعالى، والرئيس مرسي ينظر الى جثامين شهدائنا وعيناه تقول لهم: قسما بحق السماء وبحق تراب هذا البلد لآخذن لكم ثأركم على من بغى عليكم»! لكن الذين تابعوا هذه الوصلة العصماء من المذيع راحوا يبحثون عن الرئيس مرسي بين المشيعين في الصف الأول فلم يجدوا الرئيس! الذي ثبت فيما بعد أنه تخلف عن حضور الجنازة!، وقد سأل البعض المذيع المخضرم فيما بعد الواقعة عن أسباب «الوصلة العنترية» التي تطوع بها للرئيس مرسي فجعل منه الحاضر الغائب مع أنه لم يذكر قصده هذا! الجميع الذين سألوا المذيع المخضرم سببا لما وقع منه حتى يبرر موقفه لم يجدوا عنده أي شىء مما طلبوه منه!، بل اكتفى برده: «ليس لدي رد»! والمهم بعد ذلك أن أحداً لم يحاسب المذيع المخضرم من «الرؤساء والمسئولين» الذين لا حركة عندهم ولا سكنة بغير تعليمات!
ومن أفضال ما فعله المذيع المخضرم على شخصياً أنه قد قدح ذاكرتي وأنعش خزانة معلوماتي فتذكرت واقعة مشابهة لواقعة المخضرم، ولكنها تثير الضحك والخجل معاً، بطلها صحفي كان من زملائنا في مجلة أسبوعية شهيرة، وكان التفكير في مهرجان سينمائي دولي يعقد في القاهرة قد لاحت بواكيره على يد الزميل الراحل كمال الملاخ، وكان الملاخ قد نشر في صفحته الشهيرة بالأهرام «من غير عنوان» خبراً يفيد بأن النجمة العالمية وقتذاك «صوفيا لورين» قد استجابت لدعوته بأن تكون في مقدمة ضيوف الشرف عند افتتاح المهرجان في دورته الأولى، وأنه قد تحدد يوم وصولها الى القاهرة قبل حفل الافتتاح بيوم واحد، حتى إذا جاء يوم الوصول الموعود للنجمة العالمية إذا برئيس تحرير المجلة التي نعمل

فيها قد أخطرنا من الظهيرة ألا يبارح أحد منا مقر المجلة! حيث هناك انفراد سيكون للمجلة، وحتى لا يتسرب الخبر فإن علينا الانتظار، وقد أمضينا ساعات الانتظار في ملل عظيم حتى جاء الفرج، فقد دخل علينا زميلنا في المجلة حاملاً أوراقا رافضاً أن يقف ليسلم على أي واحد منا، مسرعا الى باب مكتب رئيس التحرير الذي جلس معه بعد أن أذن لنا بالانصراف، وانصرفنا جميعاً فلم يبق سوى الاثنين وأحد السعاة، فلما حضرنا في اليوم التالي عرفنا أننا ننفرد على العالمين بحوار أجراه زميلنا مع «صوفيا لورين» فور وصولها وقبل أن تنام للراحة أو تسترخي!، وصدرت تعليمات لمجموعة منا تساعد الزميل صاحب الانفراد في اعداد الموضوع للنشر، وكان الزميل قد أحضر من أين لاندري بصور للنجمة العالمية لم يسبق أن نشرت! فلم ننتبه الا وقد أصبح الموضوع في المطبعة، وكان الموضوع عندما نزلت المجلة الأسواق قنبلة شديدة الانفجار!، فقد تبين أن النجمة العالمية لم تحضر الى القاهرة أصلاً! رغم أن زميلنا قد ذكر في الموضوع المنشور أنها قالت له وقال لها وهو يجالسها في شرفة جناحها الفاخر في فندق.. كذا، وفي موضع آخر من المنشور أن «صوفيا لورين» قد ذكرت أنها شديدة الاعجاب بجهود مصر في صناعة السينما، وأن من نجوم السينما المصرية الذين تحبهم فلان الذي كان قد مات وشبع موتاً قبل طرح المجلة بموضوعها «الملفق» من سنوات!
وأنا لا أعرف أين ذهب الزميل صاحب الموضوع المختلق!، وكل الذي أعرفه أنه لم يعمل صحفياً بعد هذه الواقعة! ولكن المذيع المخضرم الذي جامل الرئيس «مرسي» في غيابه عن جنازة الشهداء مازال يشغل مكانه فيما أعلم حتى الآن!