رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل واشكر.. وصوت لنا!

للمصريين ذكريات بالغة السوء - بعضها من حاضرنا حاليا - مع «المعونات» المشروطة لنا من الخارج والداخل، والمعونات الأمريكية - مثلا - لمصر بمختلف مسمياتها تندرج كلها تحت أنها «معونات مشروطة»، والأمريكيون لا تخالجهم أي مشاعر بالخجل من إعلانهم أن معوناتهم «مشروطة»!،

من المعونة العسكرية إلي مختلف معونات الغذاء، وقد أصبح القمح ومعوناته من أهم الأسلحة التي تضغط به الولايات المتحدة علي دول كثيرة في العالم؛ يعتبر القمح من أعمدة حياتها، ولعل الضغط الأمريكي بمعوناته المشروطة من أهم ما أضر بالعلاقات المصرية الأمريكية إبان ثورة 23 يوليو 1952 وما تلاها حتي نهاية الخمسينيات، ويكفي أن نشير هنا إلي رفض أمريكا تقديم معونتها لبناء السد العالي المصري، وكيف كان تأميمنا لقناة السويس السبب الأساسي في العدوان علينا عام 1956 من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، بل ظلت هذه المعونات الأمريكية محور الشد والجذب بين السياستين: الأمريكية والمصرية حتي يومنا هذا.
وفي إسلامنا الحنيف الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تنفر من استغلال ظروف الناس وضائقة معيشتهم في معاونتهم معاونة مشروطة!، فهذا الشرط الذي يجعل من معونة غذاء أو كساء مشروطا بأن يسلب المانح حقا أصيلا من حقوق الممنوح، مهما تصنعت دعاوي المانحين

بأن معوناتهم تبتغي وجه الله!، وهذا ما تجري عليه المعونات التي تصل إلي حد المساومة علي الحقوق الأصيلة للمواطن المصري في أن ينتخب من يشاء طبقا لاقتناعه الحر، وقد وضح هذا الوجه من أوجه «المعونة» الغذائية والمالية التي أصبحت عنصرا أساسيا في دعاية مرشحي التيار الذي يتبني هذا اللون من المعونات!، فقد أصبحت بعض المواد الغذائية وقليلا من المال عماد الإغراء الذي يقدم للغلابة والمطحونين من الناخبين مقابل أصواتهم لمرشحي التيار!، وتبارك الاستجابة لهذا الإغراء والتغرير عند حملة أبواق الدعاية للتيار ومرشحيه، كون أنها تدخل في باب مرضاة الله، التي تخالف التنزيه الذي يبتعد بالتوجه إلي الله بوساطة غذائية أو مالية بعيدة كل البعد عن القصد الدنيوي من وراء منحها لإنجاح هذا المرشح أو ذاك!، بشعار «كل واشكر.. وصوت لنا»!.