كل واشكر.. وصوت لنا!
للمصريين ذكريات بالغة السوء - بعضها من حاضرنا حاليا - مع «المعونات» المشروطة لنا من الخارج والداخل، والمعونات الأمريكية - مثلا - لمصر بمختلف مسمياتها تندرج كلها تحت أنها «معونات مشروطة»، والأمريكيون لا تخالجهم أي مشاعر بالخجل من إعلانهم أن معوناتهم «مشروطة»!،
من المعونة العسكرية إلي مختلف معونات الغذاء، وقد أصبح القمح ومعوناته من أهم الأسلحة التي تضغط به الولايات المتحدة علي دول كثيرة في العالم؛ يعتبر القمح من أعمدة حياتها، ولعل الضغط الأمريكي بمعوناته المشروطة من أهم ما أضر بالعلاقات المصرية الأمريكية إبان ثورة 23 يوليو 1952 وما تلاها حتي نهاية الخمسينيات، ويكفي أن نشير هنا إلي رفض أمريكا تقديم معونتها لبناء السد العالي المصري، وكيف كان تأميمنا لقناة السويس السبب الأساسي في العدوان علينا عام 1956 من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، بل ظلت هذه المعونات الأمريكية محور الشد والجذب بين السياستين: الأمريكية والمصرية حتي يومنا هذا.
وفي إسلامنا الحنيف الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تنفر من استغلال ظروف الناس وضائقة معيشتهم في معاونتهم معاونة مشروطة!، فهذا الشرط الذي يجعل من معونة غذاء أو كساء مشروطا بأن يسلب المانح حقا أصيلا من حقوق الممنوح، مهما تصنعت دعاوي المانحين