رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مباحث أمن الدولة ونخبتها الزائفة!

تحت عنوان «شفيق وسلطان.. وأمن الدولة» كتب الأستاذ عماد غنيم مقالاً في صحيفة الأهرام - السبت 19 مايو الجاري - تناول فيه التلاسن الذي نشب بين عصام سلطان المحامي المعروف والمرشح الرئاسي السيد أحمد شفيق من اتهام الأول للثاني بأنه قد تربح من وظيفته، فيما هاجم الثاني الأول بالرد عليه متهما إياه بأنه كان يعمل لحساب أمن الدولة واحداً من عيونها على الآخرين!،

مما اعتبره الأستاذ غنيم «اتهامات موجعة» تفتح المجال «لمناقشة المسكوت عنه في أحوال النخبة المصرية، وما جرى لها خلال العقود الثلاثة الأخيرة وربما قبلها بقليل»، وقد استعرض صاحب المقال استعراضاً اجمالياً لمسيرة جهاز أمن الدولة من بداياته في أعقاب ثورة يوليو 1952 عندما كان يقدم «رأيه» في ترشيحات المناصب المختلفة في شتى المجالات، وكيف أنه في البدايات لم يكن رأي الجهاز هو الفيصل فقط في مثل هذه الأمور، لكن الذين قاموا على أمر الجهاز عملوا على أن يكون للجهاز اليد الطولى في شتى مجالات الحياة المصرية!، وهذا لم يكن بالأمر الغريب من هذا الجهاز الأمني، فشأنه في ذلك شأن أي جهاز أمني من نوعه في مختلف النظم التي يكون الانغلاق والاستبداد يمثل طابعها العام!، إذ استشرى نفوذ الجهاز في التعيينات والترقيات حتى وصل الى «صنع واصطناع» نخبة وهمية لا تمثل واقع الكفاءات الوطنية التي سقط معظمها فريسة الاستبعاد والاقصاء المتعمد الى انزواء كل صاحب جدارة وكفاءة يحترم نفسه، يربأ بنفسه أن يكون ترشيحه للمناصب والظهور والترقي مارا «برضاء» جهاز أمن الدولة!، وحتى حقق جهاز أمن الدولة سطوته وهيمنته الكاسحة فأصبح «تقرير الجهاز» وحده هو الذي يلهث

وراء الحصول عليه كشهادة وجواز مرور للذين يبحثون لأنفسهم عن مكان ودور بغض النظر عن الصلاحية والكفاءة!
وقد بدا من جراء ذلك أن الذين أصبحوا في الصدارة واحتكروا الظهور في مختلف وسائل الإعلام التي تملكها الدولة!، التي لم يقنع أقطابها باختيار أنصار النظام فقط، بل عمدوا الى أن «يصطنع» لهم جهاز أمن الدولة المعارضين الذين لا يسمح لغيرهم بابداء رأي مخالف!، بل أصبح النقد والانتقاد له عناصره الذين يساهمون مع دولة مباحث أمن الدولة في تضليل وخداع الناس!، وقد انشئت صحف ومطبوعات مختلفة برعاية واختيار «أمن الدولة» ليصبح عملاء هذا الجهاز النجوم الساطعة على الشاشات التليفزيونية فضلاً عن سيطرة هؤلاء العملاء على مختلف المواقع، وبرز التكريم والتقدير لانجازات «وهمية» مما افقد كل تقدير وتكريم القيمة والمعنى!، وقد ذهب مسمى «مباحث أمن الدولة» فسقط المسمى لكن المحتوى والمضمون ظل قائما في ثوب جديد بعد ثورة 25 يناير! ومازالت النخبة التي اصطنعها جهاز مباحث أمن الدولة هى النخبة المعتمدة حتى الآن! في جريمة شنعاء ارتكبت في حق أجيال لم تحصد سوى المرارة والكمد!